يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القرآن الكريم: «إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا مأدبته ما استطعتم، وإنّ هذا القرآن هو حبل الله، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمة من تمسك به، ونجاة من تبعه، لايُعوج فيقوّم، ولايزيغ فيُستعتب، ولاتنقضي عجائبه، ولايخلق عن كثرة الرد، اُتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته؛ بكل حرف عشر حسنات، أما إني لاأقول «الم» حرف ولكن ألف حفر ولام حرف، وميم حرفا»... كما يقول صلى الله عليه وسلم: «أهل القرآن هم أهل الله وخاصته» والقرآن الكريم متعدد أوجه الإعجاز ومنه الإعجاز البياني والبلاغي.
ومن مظاهر الإعجاز البياني والنظم في القرآن الكريم آية كريمة جمعت الحروف العربية كلها....
وهي الآية 29 من سورة الفتح، وسورة الفتح مدنية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق عند انصرافه من الحديبية، وآياتها 29 آية.
ونزلت بعد سورة الجمعة، وعقب صلح الحديبية وهي في الجزء السادس والعشرين.
وقد جمعت الآيات الأخيرة من هذه السورة الكريمة الحروف الهجائية الثماني والعشرين كلها. ..
والآية الكريمة هي: «مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيما»الفتح .