أبدى خبراء في علم النفس والاجتماع تحذيراتهم اليوم بخصوص الأفكار المغلوطة التي يروج لها "مدربو التنمية البشرية" فيما يتعلق بتحقيق السعادة للإنسان، في ندوة علمية نظمتها الجمعية التونسية للطب النفسي للأطفال والمراهقين تحت عنوان "الراحة النفسية".
أشار المختصون إلى أن العديد من الأفكار التي يروج لها هؤلاء المدربون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي يتبناها الجمهور بشكل كبير، قد تكون مجانبة تمامًا لما من شأنه أن يساعد على "صنع" السعادة للإنسان.
وأوضحت الخبيرة في علم الاجتماع والأنتروبولوجيا مريم السلامي أن من بين هذه "المغالطات المتداولة والأخطاء الشائعة"، فكرة أن الإنسان يجب عليه تفعيل النسخة الإيجابية من ذاته وتجنب النسخ السلبية، مشيرة إلى أن جميع نسخ الإنسان ضرورية لخلق سعادته الذاتية.
وأكد الفيلسوف والمفكر يوسف الصديق على أهمية النسيان كوسيلة لتحقيق السعادة، مشددًا على أن التذكر ليس الطريق الوحيد للنجاح والسعادة.
وبينت الطبيبة المختصة في الأمراض النفسية، رجاء اللبان، أن استخدام الفن في العلاج النفسي، مثل زيارة المتاحف والأثار، قد أثبت فاعليته في العديد من البلدان، ودعت إلى جعل الفن منهجًا أساسيًا في تنشئة الأطفال.
هذه التحذيرات تأتي في ظل تزايد النصائح والتوجيهات التي قد تكون مضللة وغير فعّالة في سبيل تحقيق السعادة والتنمية البشرية.