كتبت: يارا السامرائي
ليس كلّ كاتب صحفيّ مفكّرًا وليس كلّ مفكّر كاتبًا صحفيًّا، والحقبة الناصريّة خير شاهد ودليل. هذا ما أوضحه العميد الدكتور أحمد عكاشة، والباحث بشؤون الأمن القوميّ، عبر حسابه الرسميّ على منصّة فايسيوك.
استهلّ أحمد عكاشة تحليله مشيرًا إلى المصريّين الراحلين: الرئيس جمال عبدالناصر والصحفيّ محمد حسنين هيكل؛ إذ كتب: "يتردّد فى أروقة الصحفيّين الكبار أنّ عبدالناصر كان محظوظًا بهيكل".
ثمّ أعلن عكاشة عن رأيه في ذلك، لافتًا إلى انتمائه لمدرسة الدكتور والمُفكّر السياسيّ المصريّ الراحل حامد ربيع الذي يعتبره جدّه الروحيّ؛ فأضاف: "الكارثة -في اعتقادي- أنّ الناصريّة اعتمدت على صحفيّ، مهما بلغت إمكانيّاته ككاتب مقال، فهو لا يصلح أن يكون مفكّرًا ومُنظِّرًا لمشروع جيوبولتيكيّ مثل الناصريّ".
وعن أسبابه في تبنّي هذا الرأي؛ فقد أعقب ذلك بقوله: "إنّ المفكّر يمتلك من أدوات ومناهج التحليل وتعدّد نماذج الثقافة ما يعطيه القدرة على وضع الأهداف القوميّة والتصوّرات والخطط المرحليّة المتتابعة المتصاعدة، مثل الأمريكيّين: كيسنجر وبيرجينسكي والمصريّين: جمال حمدان وحامد ربيع".
وهذا ما لم يتوفّر في هيكل، فتابع عكاشة: "أمّا هيكل، فيصلح للتوجيه المعنويّ أو المركز الاعلامىّ للأيديولوجيا القوميّة أو البروباجاندا وتصنيع الإجماع".
والصحفيّ ليس كالمفكّر؛ فأبان العميد الدكتور أحمد عكاشة الفرق الجوهريّ بينهما؛ إذ ختم تحليله كاتبًا: "الصحفيّ هدفه الأساس الترند والإثارة. الصحافة مهنة مهمّة -بلا جدال-، لكن من الخطورة أن تتحوّل إلى تنظير".