نتنياهو يتهم حركة حماس باستغلال أموال مسروقة من منظمات الاغاثة في غزة "لأجل بناء آلة حربية لقتل اليهود"
في أعقاب اعتقال اسرائيل لمسؤولين فلسطينيين في وكالات اغاثة واتهامهم بالتعاون مع حركة حماس وتحويل ملايين الدولارات لها، وّجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة للفلسطينيين والعالم باللغة الانجليزية، مشيرا فيها الى أنه "يهتم بالفلسطينيين أكثر من زعمائهم".
وقال نتنياهو باللغة الانجليزية التي يتقنها بطلاقة "أنا رئيس وزراء اسرائيل أهتم بالفلسطينيين أكثر من زعمائهم. اسرائيل تهتم بالفلسطينيين أكثر من زعمائهم".
وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي "قبل أيام قليلة علم العالم أجمع أن حماس - التنظيم الإرهابي الذي يسيطر على قطاع غزة، سرق ملايين الدولارات من مؤسسات اغاثة انسانية مثل "وورلد فيجن" والأمم المتحدة. هذه الأموال الضرورية القادمة من دول في شتى أنحاء العالم يُحرم الفلسطينيون الأبرياء والمحتاجون منها. تستخدم حماس هذه الأموال المسروقة لأجل بناء آلة حربية لقتل اليهود".
واتهم نتنياهو حركة حماس بسرقة المساعدات "الضرورية والحيوية المخصصة للأطفال الفلسطينيين، كي يتمكنوا من قتل أولادنا"!
وتساءل بشكل ساخر "من يهتم أكثر بالفلسطينيين؟ اسرائيل، التي تسمح بدخول مواد اغاثية انسانية الى غزة بشكل يومي؟ أو حماس، التي تحرم الأطفال الفلسطينيين من هذه المساعدات؟".
وتابع رئيس الحكومة الاسرائيلية "تخيلوا تخيلوا، أين كان سيكون الزعماء الفلسطينيين لو كانوا يهتمون بمساعدة شعبهم بنفس الطريقة التي يهتمون بالمس بشعبنا؟ يستحق الشعب الفلسطيني أكثر من ذلك. واليوم أعبر عن تضامني العميق مع الفلسطينيين الأبرياء وتلك الدول ذات النوايا الطيبة التي تبرعت بسخاء لأجل مساعدتهم. ان وحشية حماس تمس بنا جميعا، وهي تمس بالسلام"!
ويأتي ذلك بعدما اتهمت اسرائيل مديرين فلسطينيين في مؤسسات اغاثية دولية تعمل في غزة خلال الأسبوع الماضي بتحويل أموال لحركة حماس، ما تسبب بمخاوف كبيرة حيث وجهت النيابة الاسرائيلية يوم الخميس المنصرم، اتهامات لمدير فرع منظمة "وورد فيجن" غير الحكومية المسيحية الدولية، وهو محمد حلبي، الذي اعتقل في شهر حزيران/ يونيو للاشتباه بقيامه بسلسلة تجاوزات أمنية منذ العام 2010".
واتهمه جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) في بيان أنه تم تحويل مبلغ 7,2 ملايين دولار، منحت الى منظمة World Vision المسيحية الدولية التي توظف 40 ألف شخص في العالم، إلى حركة حماس، وتم تحويل جزء من هذه الأموال إلى كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة. وهو أمر نفاه المحامي الفلسطيني محمد محمود، الذي يترافع عن المعتقل محمد الحلبي. وكذلك قطعت أستراليا علاقاتها بهذه المنظمة وجمّدت التمويل الممنوح لها مع بدء تحقيق حول الاتهامات الاسرائيلية للمنظمة.
بينما رأت "وورلد فيجن" أن الأرقام التي طرحتها إسرائيل غير واقعية لأن المبالغ التي اتهم مديرها باختلاسها أكبر من ميزانية المنظمة في غزة.
كما اتهم اسرائيل المهندس الفلسطيني وحيد عبد الله بورش البالغ من العمر 38 عاما وهو من سكان مخيم جباليا في قطاع غزة عقب الاشتباه بأنه يستغل وظيفته في برنامج الأمم المتحدة للإنماء، للقيام بنشاطات أمنية خدمة لحماس. خصوصا أنه يعمل على مشاريع إصلاحات وتنمية للسكان في قطاع غزة بما في ذلك تقديم المساعدة في ترميم البيوت التي تضررت اثناء المواجهات العسكرية مع إسرائيل.
الآن وبسبب هذه الاعتقالات، يخشى العاملون في المجال الانساني من أن يؤدي اعتقال مسؤولين في منظمات انسانية دولية تتهمهما إسرائيل بمساعدة حركة حماس، إلى تعقيد مهمتهم في القطاع وربما في المنطقة ككل.