ثقافة حفاظ الأطفال على أعضائهم الجنسية حماية لهم من التحرشات وغيرها من الآفات الاجتماعية.
القاهرة - أثبتت البحوث والدراسات الاجتماعية التي أعدتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”، أن التربية الجنسية تؤدي إلى تأخير ظهور السلوك الجنسي عند الأطفال واتسامه بالمزيد من المسؤولية، على عكس ما هو متوقع، ومفهوم التربية الجنسية ليس مصطلحا حديثا، بل يعود إلى أواخر القرن السابع عشر، حيث ذكر الكاتب الفرنسي جان جاك روسو في كتابه “اعترافات”، أن الأطفال لا يدركون شيئا عن الجنس، وقال مقولته الشهيرة “نحن نولد مرتين، الأولى من أجل النوع والثانية من أجل الجنس″.
ومفهوم التربية الجنسية للأطفال يعني إكساب الطفل معلومات معينة عن موضوع الجنس بما يتناسب مع عمره بأسلوب علمي بسيط، مع الأخذ بعين الاعتبار الجانب القيمي والاجتماعي والأخلاقي حول هذا الموضوع، فالحياة الجنسية لا تتوقف عند حد العلاقة الحميمية فقط بين الرجل والمرأة، بل هي تشمل كل ما يتعلق بالأعضاء التناسلية لدى الجنسين، وفترات النمو والنضج.
وفي هذا السياق تقول الدكتورة هبة قطب، استشارية الطب الجنسي إن الثقافة الجنسية لا تعني بالضرورة ثقافة الفراش، وإنما ثقافة حفاظ الأطفال على أعضائهم الجنسية حماية لهم من التحرشات وغيرها من الآفات الاجتماعية، خاصة بعد انتشار عمليات الاغتصاب والتحرش داخل المدارس خلال الفترة الأخيرة.
وعن كيفية تثقيف الطفل جنسيا، توضح الدكتورة عبلة إبراهيم، أستاذة علم النفس التربوي بجامعة القاهرة، أن الثقافة الجنسية لابد أن تبدأ مع مرحلة الطفولة، وكل مرحلة عمرية ولها الطريقة التي نصل إليها من خلالها حتى يمكنهم فهم ما نقوله لهم، بالإضافة إلى المعلومات التي يمكن أن نتحدث بها معهم، فهي تختلف من مرحلة عمرية إلى أخرى.
وأشارت إلى أن كل طفل يختلف عن غيره، ولكن هناك أمورا عامة وثوابت يتفق فيها أغلب الأطفال حسب مراحلهم العمرية، فالأطفال قبل إتمامهم العامين ينبغي أن يكونوا قادرين على تسمية جميع أجزاء الجسم بما في ذلك الأعضاء التناسلية، كما يجب أن يعرفوا الفرق بين الذكور والإناث، ويمكن معرفة عادة ما إذا كان الشخص ذكرا أو أنثى، لافتة إلى أنه يقع على الآباء مسؤولية شرح أساسيات التكاثر لأبنائهم، كما يجب على الأطفال فهم أجسامهم، وأن هناك حدودا لا يجب لأحد أن يتخطاها في لمس أجسادهم، وإن تخطاها أحد لابد من إخبار الأب أو الأم بذلك.