قرأت أن القطة تعمل ما تريد ساعة تريد. هي لا تسمع لك، وأنت لا تستطيع التكهن بما تريد. مزاجها دائماً "معكنن"، وعندما تريد أن تلاعبها تفضل أن تبقى وحيدة، وعندما تريد أن تبقى وحيداً تصر على ملاعبتك. القطة تتوقع منك أن تلبي كل طلباتها من دون مقابل، تجد شعرها متناثراً في أنحاء البيت. أي شيء تعمله لها تعتبره واجباً تجاهها.
لذلك القطة امرأة صغيرة الحجم معطف من الفرو.
لم أبدأ اليوم وفي نيتي الحديث عن القطط، وإنما كنت جمعت عدداً من المقالات والتقارير عن الأسرة في الغرب والعلاقات الزوجية وتطور المجتمع على سبيل المقارنة مع بلادنا، خصوصاً أنهم يعتمدون على استطلاعات ودراسات طبية نفتقر اليها، غير أنني في النهاية وجدت أنني لا أستطيع الكتابة بحرية، وتحقيق واحد يغني عن شرح، فهو يتوكأ على أبحاث عالمة نفسية هي الدكتورة مرديث تشايفرز في جامعة كنغستون، بمقاطعة أونتاريو الكندية، ويكمل مع أطباء ومختبرات، إلا أن الخلاصة هي أن المرأة الغربية تريد ما لا يحصل عليه العربي من زوجته، ناهيك عن نساء الآخرين.
كان يجب أن أعرف أن هذا هو الموضوع من عنوانه، فقد كان "ماذا تريد النساء؟" وهذا في حد ذاته ليس مريباً لولا أنه خُطّ على جسم امرأة عارية على امتداد صفحتين في مجلة إحدى الصحف اللندنية.
وأمامي مقالات أخرى وعناوين من نوع "الإباحة" أو "البنت الفلتانة"، وكلها يعتمد على خبراء من أعلى مستوى ودراسات جامعية وغيرها وينتهي بما لا يصلح للنشر إلا ضمن أضيق نطاق. فهناك كادر عن البنت "العصرية" في المقال الثاني يقول إن الأخلاقيات القديمة كانت ترفض الكذب في مصروف العمل أو التأمين على سيارة أو غيرها، كما ترفض المخدرات والخيانة الزوجية وقيادة السيارة تحت تأثير الخمر وادعاء المرض للغياب عن العمل. والآن كل هذه الممنوعات أصبحت مقبولة وتمارس.
في مثل هذا الوضع لا يبقى لي سوى الهذر، فأبدأ بالقطة ولا أعرف كيف أكمل وأين أنتهي، ولكن أقول للقارئ العربي إنني احتفظ بخبر نشرته جريدة "التايمز" سنة 2006 وعنوانه "الرجال المدمنون على الهاتف المحمول قد يخسرون 40 في المئة من خصوبتهم"، وهكذا فأي رجل عربي مقصّر يستطيع أن يحمّل الهاتف مسؤولية تدمير حياته الجنسية، واسرائيل مسؤولية تدمير العملية السلمية.
أعرف رجلاً من هذا النوع وعد حبيبة القلب بعد الزواج بأنه بطل أولمبي في أمور الجنس واكتشفت أنه كذلك فعلاً... مرة كل أربع سنوات. ما اكتشف هذا الرجل وكل رجل أن الزواج مثل قضية الشرق الأوسط، فلا نهاية سعيدة له.
لماذا هذا يا أخا العرب؟ أعتقد أن السبب هو أن كلاً منا يريد امرأة كما يريد سيارة، فهو يطلب فيراري ويكتشف أنه حصل على سيارة شحن.
وكثيرون، أو على وجه الدقة كثيرات يقلن إنه إذا حكمت النساء العالم فلن تكون هناك حروب، وأعتقد أن المقصود أنه لن تكون هناك حروب بين الدول، ولكن تبقى الحروب داخل كل بيت.
يستطيع الرجل أن يزعم أن سبب هذه الحروب المرأة، فهو لولاها لكان لا يزال في الجنة، ولا همّ عنده في العالم. أما أنا فأقول إن الحروب البيتية تقع لأن شريكي العمر ينسيان أن الزواج ثقة وتفاهم، هي لا تثق به، وهو لا يحاول أن يفهمها.
المرأة تريد عشاء على ضوء الشموع، ولا تحصل عليه إلا إذا انقطعت الكهرباء في اليبت، وزوجها لا يجد ما يفاخر به سوى أن لديه شعراً على صدره، وهي قد تكون من الحكمة ألا تقول له إن الحمار عنده شعر على مؤخرته، ويظل حماراً. وتكتشف كل امرأة في النهاية أن دورها أرملة أهون كثيراً من دورها زوجة.
على هامش موضوع المنافسة الزوجية قرأت تعليقاً ظريفاً للكوميدية الأميركية ريتا رودنر، وهي ظريفة فعلاً، فقد قالت إنها غلبت زوجها في لعبة كرة المضرب (التنس) ما أغضبه كثيراً، وسألته هل هذا يعني أن حياتهما الجنسية انتهت. ورد: لا، ولكن ليس مع أحدنا الآخر.
مثله رجل دخل على أصدقائه في النادي وقال إنه أخيراً استطاع أن يهزم زوجته في التنس. وسألوه كيف؟ ورد: حامل ثمانية أشهر.
إذا عدت الى القطة التي بدأت بها فقصة كل زواج هي ما قال رجل يوماً: أنا أحب زوجتي، وزوجتي تحب الأولاد، والأولاد يحبون القطة.
كانت هناك التي لم تتزوج على رغم أن طالب القرب زعم أنه سيموت من دونها، وهي اكتشفت أنه يعيش سعيداً فأرسلت اليه برقية تقول: إذا كنت لا تستطيع العيش من دوني، لماذا لم تمت بعد؟
لا أعرف ماذا كان رده، ولكن أعرف أن الرجل يبدأ وهو يحلم بالدخول في ثياب النواعم (عن طريق الزواج طبعاً)، ويفشل ويتحول الى الأكل ويكتشف أنه لم يعد يستطيع الدخول في ثيابه.