اختر لغتك

 
لماذا يتميز الكنديون بروح الفكاهة بشكل واضح؟ - ضحك مخضب بالدموع

لماذا يتميز الكنديون بروح الفكاهة بشكل واضح؟ - ضحك مخضب بالدموع

ضحك مخضب بالدموع

ويشتهر مسلسل "تليفزيون المدينة الثانية" بسخريته الدقيقة على نحوٍ مخيف من الثقافة الشعبية السائدة في الولايات المتحدة. فالسخرية من جيراننا الجنوبيين تشكل مكمن قوة تشترك فيه الأعمال الكوميدية الكندية، إذ أن ثقافتنا تكافح لإثبات وجودها في وجه سطوة التأثير والنفوذ الأمريكييّن الطاغييّن اللذين يتدفقان عبر الحدود.

فالعمل التليفزيوني الأكثر شعبية في كندا حاليا هو "ذا بيغ بانغ ثيوري" (نظرية الانفجار الكبير)، وهو مسلسل أمريكي كوميدي من فئة الـ"سِت كوم" يدور حول شخصيات غريبة الأطوار وتشعر بالغربة عن المجتمع. وقد يُعزى ذلك إلى أننا – بمعنى أوسع – غرباء ومنعزلون بدورنا، ولكن على مستوى الوطن بأسره، لا على مستوى الأفراد.

كما أننا مغمورون دوماً بالثقافة الأمريكية، رغم أنه لا مصلحة حقيقية لنا فيها، بخلاف تلك المواهب التي "نُصدرها" للولايات المتحدة. ويضعنا ذلك في موقع فريد، يمكننا من ملاحظة الأمور والتهكم عليها دون أن نُعاقب أو نعاني جراء ذلك من متاعب (وهو وضع ينعم به الاسكتلنديون أيضاً – بالمناسبة – ولكن مع إنجلترا هذه المرة).

ولذا نبدو مضحكين عندما نتبنى موقف الدفاع عن النفس، لأننا نتصور أنفسنا دائماً "الآخرين المختلفين"، والسخرية هنا تشملنا كما تشمل سوانا بالطبع، وهو ما يتماشى كثيراً مع ما تراه آتوود في هذا الشأن. ولكن ربما نكون – أنا وهي – مخطئيّن في آرائنا هذه.

في يومٍ ما طرحت بعض هذه الأفكار على المنتج والمخرج إيفان رايتمان، المعروف بأعماله الكوميدية، لكنه نظر لي كما لو كنت قد جننت، رغم أنني كنت أتوقع أنه على علم بها بالفعل.

ففي مراحل مبكرة من مسيرته، أنتج اثنين من أكثر الأعمال الكوميدية نجاحاً على الإطلاق على شاشة السينما، وهما "أنيمال هاوس" (دار الحيوان)، والجزء الأول من "غوست باسترز" (صائدو الأشباح)، الذي أخرجه أيضاً ولم يكتف بإنتاجه.

رغم ذلك يمثل هذا الرجل نموذجاً يثبت صحة أن من قَدِموا من مدينة صغيرة يتحلون بروح فريدة من الفكاهة والسخرية. فمع أنه نشأ في تورنتو، فإنه وصل إلى مرحلة البلوغ والنضج في جامعة ماكماستر في مدينة هاميلتون متوسطة المساحة، الشهيرة بصناعة الصلب في مقاطعة أونتاريو.

الأمر نفسه ينطبق على دَيف توماس، الذي وُلد في مدينة سانت كاترين الأصغر مساحةً حتى من هاميلتون، والواقعة في أونتاريو أيضا. وقد وُلِد في هاميلتون كذلك يوجين لفْي، ومارتي شورت.

أما جون كاندي، وجيم كاري فقد وِلدا في بلدة صغيرة تُدعى نيوماركت، فيما تشكل ضاحية سكاربورو في تورنتو مسقط رأس مايك مايرز.

ولكن - باعتقادي - يظل الملمح الأبرز لمدرسة الفكاهة الكندية، هو أنها تنحدر إلى مستوى إعرابنا عن اشمئزازنا من أنفسنا ليس أكثر.

ليس من دليل على ذلك أكثر مما يرويه ممثلٌ مثل دَيف توماس، عن أنه كان يسير في لوس أنجليس- خلال ذروة نجاح مسلسله "تليفزيون المدينة الثانية" على الشاشات الأمريكية لا الكندية، وتلقيه عروضاً لا حصر لها للمشاركة في الأفلام السينمائية – وهو يتلفت إلى الوراء بين الحين والآخر، مقتنعاً بأنه قد يُباغت في أي لحظة بشخصٍ ما يصيح في وجهه قائلا: "أنت لا تنتمي إلى هنا! عد أدراجك إلى كندا!".

أليس تفكيره في هذا الشأن ذا طابعٍ كنديٍ تماماً؟!

 

آخر الأخبار

شبيبة العمران تعلن عن تعاقدات جديدة لتعزيز صفوف الفريق

شبيبة العمران تعلن عن تعاقدات جديدة لتعزيز صفوف الفريق

توقيف المرشح الرئاسي لطفي المرايحي بتهم تبييض الأموال وتهريب المكاسب

توقيف المرشح الرئاسي لطفي المرايحي بتهم تبييض الأموال وتهريب المكاسب

ملتقى إقليمي بمدينة طبرقة لتعزيز استراتيجية مكافحة التطرف العنيف والإرهاب 2023-2027

ملتقى إقليمي بمدينة طبرقة لتعزيز استراتيجية مكافحة التطرف العنيف والإرهاب 2023-2027

دراسة تكشف فوائد حمض الإلينوليك في الزيتون لخفض مستويات السكر وتعزيز فقدان الوزن

دراسة تكشف فوائد حمض الإلينوليك في الزيتون لخفض مستويات السكر وتعزيز فقدان الوزن

مقتل جنديين إسرائيليين في اشتباكات شمال قطاع غزة

مقتل جنديين إسرائيليين في اشتباكات شمال قطاع غزة

Please publish modules in offcanvas position.