إسرائيل تستدعي سفيرها في اليونسكو بعد ثمانية أيام على قرار أصدره المجلس التنفيذي للمنظمة في الموضوع نفسه
عرضت إسرائيل، اليوم الأربعاء، ورقة بردى تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد قالت إنها تتضمن أقدم ذكر لاسم القدس بالعبرية في إطار الجدل حول تصويت لجنة التراث العالمي في منظمة اليونسكو. وقال أمير غانور من سلطة الآثار الإسرائيلية خلال عرض الوثيقة على الصحافة "إنها بالنسبة للآثار الإسرائيلية أول مرة يرد فيها اسم القدس بالعبرية خارج التوراة".
وبحسب المصدر ذاته يتيح تحليل الكربون ومقارنة الخط على اوان فخارية تأكيد أن ورقة البردى تعود لحوالي 700 سنة قبل الميلاد، وأنها أقدم من مخطوطات البحر الميت العائدة للقرن الثاني قبل الميلاد. وقالت سلطة الاثار الاسرائيلية ان البردى التي عرضت الأربعاء اكتشفت خلال عملية تنقيب وتم الاستحواذ عليها قبل قليل من قيام مهربين من منطقة الخليل جنوب الضفة الغربية بعرضها للبيع في السوق السوداء العالمية للآثار، بحسب المصدر ذاته.
وتعرضت البردى للنهب من مغارة في منطقة البحر الميت وأتاحت مصادرتها بعد "تحقيق طويل" الكشف عن ثلاث شبكات لتهريب الآثار، بحسب المسؤول الإسرائيلي. ويغطي ورقة البردى البالغ طولها حوالي عشرة سنتمترات كتابة آرامية أو عبرية قديمة واضحة. وهي عبارة عن كشف لجرار من الخمر مرسلة لملك القدس خطها موظف من منطقة أريحا حاليا.
واعتبر غانور أن "للمخطوطة قيمة تجارية كبيرة جدا لكن قيمتها الأثرية أكبر لأنها تتعلق بتاريخ الشعب اليهودي، بهذا البلد، ولا سيما بالقدس". وقال مسؤولون إسرائيليون إنه يمكن أن تكون لهذه الورقة أهمية سياسية إذ تخوض إسرائيل حملة ضد قرار تبنته اليونسكو يؤكد عدم وجود أي علاقة تاريخية لليهود بالقدس.
وهدف القرار الذي قدم من سبع دول عربية للدفاع عن التراث الفلسطيني في القدس الشرقية. وقال غانور "كان هناك يهود قبل 2700 في هذه المدينة". أما الظهور المفاجئ لهذه الورقة التي استحوذت السلطات الإسرائيلية عليها في 2012 فليس سوى من باب الصدفة، وفق غانور الذي قال "كنا نعتزم الاعلان عن هذا الاكتشاف قبل ثمانية أشهر، لكن التحقيق استغرق وقتا طويلا".
ووصفت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف ورقة البردى بأنها "إثبات على أن القدس كانت وستبقى دائما العاصمة الأبدية للشعب اليهودي". وتبنت لجنة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) اليوم الأربعاء قرارا يدين أنشطة "التنقيب غير الشرعية" التي تجريها إسرائيل في القدس القديمة، مستخدمة تسمية "باحة الحرم القدسي" التي ترفضها الدولة العبرية وتعتمد بدلا منها تسمية "جبل الهيكل".
ويأتي القرار بعد ثمانية أيام على قرار أصدره المجلس التنفيذي للمنظمة في الموضوع نفسه أثار غضب إسرائيل. وعلى الاثر أعلنت إسرائيل استدعاء سفيرها للتشاور. وتبنت لجنة التراث العالمي المؤلفة من 21 دولة اعضاء بالإجماع النص الذي طرحته الكويت ولبنان وتونس ويدين "الأضرار" و"أنشطة التنقيب غير الشرعية" التي تجريها اسرائيل في المدينة القديمة ويطالبها باحترام الوضع القائم في الأماكن المقدسة.