إستقبل صباح أمس الثلاثاء 3 جانفي الجاري الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية بمكتبه وبحضور النائب بمجلس نواب الشعب السيد أيمن العلوي وفدا ممثّلا عن الهيئة المديرة للجمعية التونسية للثقافة الشعبية ومن خلال رئيسهال الشاعر أحمد العباسي والعضوين الشاعرة حليمة بوعلاق والاعلامي صالح بيزيد ورئيس الفرع الجهوي للجمعية بولاية جندوبة الشاعر والاعلامي ومدير دار الثقافة وادي مليز الاستاذ منصف كريمي وقد عرضت الجمعية على السيد الوزير مجموعة من مشاريع برامجها المقترحة في اطار التظاهرة الوطنية "مدن الفنون"والخاصة بتوثيق المخزون التراثي اللامادي الشفوي من مختلف جهات البلاد وضمن مشروع وطني كبير لتجميع الموروث الشّفهي التّونسي وقد بارك الوزير هذا المشروع الرائد داعيا الى تنسيقه مع مؤسسات وزارته المرجعية ذات الصبغة الثقافية العمومية اعتبارا لاختصاصاتها في البحث على غرار دار الكتب الوطنية والمركز الوطني للموسيقى المتوسطية "النجمة الزهراء"كمؤسسات إسناد لمشروع الجمعية وذلك في اطار شراكة مع هذه المؤسسات المختصة والمراكز العلمية كهياكل مساندة انطلاقا من صفتها الرسمية كما أوصى بالتنسيق مع الادارة العامة للكتاب لتوثيق الكتاب الأثري الشعبي وهو ما ساندته الجمعية والتي تتوفّر ضمن هيكلتها على خلايا مختصة بالبحوث والدراسات في مجالات التراث اللامادي وأكّد الوزير استعداده لدعم تعاون هذه الجمعية مع المنظمة الدولية للفن الشعبية ضمن هياكل منظمة الألكسو.
ومن جهتها دعت الجمعية الوزير لمزيد دعم المهرجان الوطني للشعر الشعبي الذي بلغ هذه السنة دورته الـ45 على أن تتبنى فعالياته الوزارة واعادة اشعاعه كما كان منذ بدايات تأسيسه في 1999 على مختلف الولايات وقدّمت الجمعية كذلك مقترح لتنظيم مهرجانات جديدة ودعم المهرجانات الموجودة على غرار الملتقى المغاربي للتّراث الشّفهي بالقيروان والمهرجان المغاربي للأغنية الشعبية بالكاف والملقتى الدّولي للثّقافة الشّعبيّة بقفصة ومهرجان للأغنية البدوية بملولش من ولاية المهدية و الملتقى العربي للتّراث الشّفهي بمدنين وملتقى دولي للثقافة الشعبية باقليم الجنوب الغربي ومهرجان للثقافة الشعبية بتونس العاصمة ومن جهته أكّد الوزير ضرورة تخصيص نصيب وافر من تظاهرة "أيام قرطاج للشعر والأدب"للشعر الشعبي واجابة عن طلب الجمعية اعادة بعث مصلحة للأدب الشعبي بالادارة العامة للآداب أكّد الوزير أن هذا المقترح هو في حد ذاته بصدد الاعداد ضمن الهيكلة الجديدة لوزارة الشؤون الثقافية.
وكان اللقاء مناسبة متجدّدة للوزير قدّم خلالها بعض المحطات الكبرى ضمن أنشطة وتظاهرات الوزارة ودعا الجمعية الى المساهمة في تأثيث فقراتها ومنها تنظيم موسم الثقافة العمّالية بمناطق أم العرائس،قفصة،توزر وسيدي بوزيد وذلك خلال شهر ماي القادم وبالشراكة والتعاون مع الاتحاد العام التونسي للشغل الى جانب تنظيم"موسم ثقافات ما بين الحدود" وتظاهرة خاصة بثقافة الجزر بمناطق جربة وقرقنة ومحيطهما.
كما أكّد الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية أنه في اطار لامركزية تظاهرة "أيام قرطاج السينمائية" سيتم تنظيم عديد التظاهرات بالجهات منها "الايام السينمائية بتطاوين" كما أكّد أن الوزارة شرعت في تنظيم التظاهرات بعض المقترحة بالجهات كخطوة أولى ومنها تجربة تنشيط التجمعات السكنية ضمن مشروع "ثقافة الأحياء" وذلك بعد نجاح تظاهرات مماثلة بكل من سيدي حسين السيجومي بالعاصمة وبسبيطلة من ولاية القصرين.
ومن جهته إقترح رئيس فرع هذه الجمعية بولاية جندوبة تنظيم "ملتقى 4 أفريل 1938 للتاريخ بوادي مليز" وذلك في اطار احياء الذكرى 79 لحوادث 4 أفريل 1938 النضالية بالجهة ليلقى هذا المقترح تجاوبا من وزير الشؤون الثقافية الذي دعا الى اضفاء البعد المغاربي على هذه التظاهرات التي تحتفي بالعلاقات التاريخية والنضالية بين البلدين الاخوين تونس والجزائري حيث أكّد دعمه لهذا المقترح واقترح على الجمعية تنظيم تظاهرات ثقافية مماثلة تجمع الابداع التونسي والجزائري في اطار احياء ذكرى ساقية سيدي يوسف النضالية التي تنتظم يوم 8 فيفري من كل سنة على مستوى ولاية الكاف مؤكّدا استعداده لدعم هذه المبادرات التي تندرج ضمن تظاهرات يمكن ان نطلق عليها مهرجانات ما بين الحدود.
ومن جهته إقترح رئيس فرع ولاية جندوبة للجمعية التونسية للثقافة الشعبية تأسيس ملتقى وطني للشاعرات الشعبيات بولاية جندوبة وذلك خلال شهر التراث بمقر مركز الفتاة الريفية بعين البيّة بمعتمدية فرنانة لتجد مختلف هذه المقترحات وعدا كبيرا من الوزير لدعمها وطنيا وجهويا.
وفي خاتمة اللقاء ثمّن وزير الشّؤون الثّقافيّة مجهود الجمعيّة في ترسيخ مكوّنات الهويّة الثّقافيّة الوطنيّة واعتبر أنّ العمل في إطار علاقات شراكة مع مؤسّسات الوزارة المختصّة وغيرها من المؤسّسات من شأنه خدمة هذا التّوجّه الرّامي إلى صيانة موروثنا الثّقافي وتثمينه والذّي تعمل الوزارة على تعزيزه وتكريسه في إطار علاقة تشاركيّة وثيقة مع مكوّنات المجتمع المدني كما تعهّد بتمويل المشاريع المقدمة من قبل الجمعية وذلك اثر تلقيه التصورات الدقيقة لتلك المشاريع.
يذكر أن للجمعية التونسية للثقافة الشعبية ذات الصبغة الوطنية الى حد الان 13 فرعا بمختلف جهات البلاد على أن يتم قريبا تعزيز شبكتها بفروع محلية بعدد من المعتمديات كما يذكر أن وفدا من الجمعية سيشارك خلال شهر فيفري القادم في تظاهرة ثقافية كبرى بالجزائر ليمثّل الشعراء الشعبيين التونسيين في هذه التظاهرة.