نشرت صحيفة "نيويورك تايمز” الأميركية تحقيقاً، أخيرا، بعنوان "الذئاب المنفردة ليست وحيدة: كيف يدير داعش المؤامرات الإرهابية العالمية عن بُعد”، من إعداد الصحافية روكميني كاليماكي.
وتطرقت الصحافية إلى كيفية قيام تنظيم "داعش” بتعليم وتدريب مجنديه الجدد عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، مستخدماً طريقة جديدة، أطلق عليها المحللون اسم "مؤامرات مفعّلة من داعش”.
ووفقاً للتقرير يستعمل مقاتلو "داعش” تطبيقات مشفرة وتعليمات واضحة، لتوسيع انتشارهم من سورية والعراق إلى جميع متابعيهم عبر الإنترنت حول العالم.
وأفادت روكميني كاليماكي بأن "داعش” سعى إلى تفعيل هجوم في حيدر آباد في الهند، في عام 2014. فاختار التنظيم محمد إبراهيم يزداني، لتنفيذ العملية وقد تم تجنيده لمدة 17 شهراً من خلال تعليمات افتراضية.
بدوره جند يزداني أعضاء جددا في خليته، وحرص التنظيم على التدقيق في هوياتهم، وعلّمهم كيفية مبايعة "داعش”، بالإضافة إلى إرسال البيانات بشكل آمن.
ورجّح المحققون أن المتآمرين الافتراضيين (وهو الاسم الذي يطلق على الذين يقومون بالتجنيد عبر الشبكة الإلكترونية) نظموا عملية إرسال الأسلحة من سورية، بالإضافة إلى السلائف الكيماوية المستعملة في تصنيع المتفجرات. ووجهوا الرجال الهنود إلى بقع صغيرة مخبأة فيها.
وحافظ المتآمرون الافتراضيون في "داعش” على تواصلهم مع الخلية الهندية، حتى لحظات قبل القبض عليها في يونيو/حزيران عام 2015، وفق ما أفادت سجلات استجواب ثلاثة من المشتبه بهم، وحصلت عليها "نيويورك تايمز”.
ولفت التقرير إلى أن المتآمرين الافتراضيين لعبوا دور المستشارين والموجهين، لإقناع المجندين بتبني أعمال العنف، وذلك من دون الكشف عن هوياتهم. إذ بعد إلقاء القبص على خلية حيدر آباد في الصيف الماضي، لم يستطع أفرادها تأكيد جنسيات محاوريهم من "تنظيم الدولة”، كما لم يستطيعوا تقديم وصف لهيئتهم.
ولأن المجندين يحصلون على تعليمات باستعمال تطبيقات مشفرة، لا يزال الدور التوجيهي الذي تقوم به المجموعة الإرهابية غامضاً.