توصلت دراسة أمريكية أن زيادة الاعتماد على الشبكة العنكبوتية للمعلومات قد يقلل من الاعتماد على الذاكرة الشخصية.
فتعدد مصادر المعلومات على الإنترنت مثل مواقع “جوجل” و”الفيسبوك” وقاعدة بيانات الأفلام العالمية وغيرها تعمل على تغيير طريقة تذكرنا لمختلف الأمور.
فكثيراً ما يجد المرء صعوبة في تذكر بعض المعلومات أو أن يكون اسم ممثل ما على طرف لسانه ولا يتذكره, فبدلاً من بذل بعض الجهد لتذكر المعلومة, خطوات بسيطة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر وتكون لديك الإجابة في ثوان.
ونتيجة هذا اليسر في الحصول على المعلومات أصبح الكثير منا يعتمدون على مصادر خارجية للحصول على المعلومات دون اعتماد على الذاكرة وهذا ما يطلق عليه الباحثون “تأثير جوجل” كما أشارت إليه جريدة العلوم في عددها السابق.
وتقول بيتسي سبارو الأستاذة المساعدة بقسم علم النفس بجامعة كولومبيا بمدينة نيويورك: “لقد أصبح موقع جوجل يمثل شكلا من أشكال الذاكرة الخارجية”.
وتضيف “الإنترنت يمثل ذاكرة كلية. فمن خلاله يمكنك الحصول على أي معلومة في أي وقت وبسرعة كبيرة بقليل من المجهود. نتيجة لذلك أصبحنا أكثر اعتمادا عليه في تذكر المعلومات”.
وقد قامت الباحثة وزملاؤها بعمل أربعة تجارب لمعرفة مدى اعتمادنا على وسائل البحث أو التليفون الذكي وتأثير ذلك في قدرتنا على استرجاع المعلومات. في أحد التجارب قام الدارسون بكتابة أجوبة لأسئلة تافهة على الكمبيوتر. بعضهم كان يعتقد أن عملهم سوف يتم حفظه بينما الآخرون اعتقدوا أنها سوف يتم حذفها. المشاركون الذين تصوروا أن معلوماتهم سوف يتم حذفها تمكنوا من تذكر المعلومات أكثر ممن تصوروا أنها سوف تحفظ.
في تجربة ثانية تم إخبار أفراد عينة البحث أن كل المعلومات التي سوف يكتبونها على الحاسوب سوف يتم حفظها وتم إعطاؤهم أسماء ملفات عامة مثل حقائق وبيانات. ثم طلب منهم كتابة أكبر قدر من الأجوبة السابقة التي يمكن تذكرها على ورقة وفي أي ملف تم حفظها. وقد أظهر المشاركون قدرة على تذكر ملفات الحفظ أكثر من المعلومات نفسها.
وتعلق الباحثة قائلة “لقد ذهلت من الفارق بين أولوية تذكر كيفية إيجاد المعلومات عن المعلومات نفسها. وهذا يمثل تماماً ما يطلقون عليه “تأثير جوجل” لأننا الآن نعمل على تذكر أماكن المعلومات وكيفية الوصول إليها أكثر من المعلومة نفسها”.
ربما هذا التحول عن الاعتماد على الذاكرة يساعد الأشخاص في تحسين فهمهم ومستوى تعلمهم إلا أن الذاكرة تمثل شيئا أكثر أهمية من مجرد التذكر. فتأثير جوجل قد يسمح لنا بمساحة أكبر في البحث والتركيز على تطوير المعلومة أكثر من تذكرها.
ويختلف أخصائي الطب النفسي العصبي مارك مابتسون مع هذه الفكرة ويرى أن تأثير جوجل ربما لا يمثل شيئاً إيجابياً لذاكرة الإنسان وقدرته على التفكير.