يفتح المسرح البلدي بالعاصمة أبوابه من جديد لاحتضان الأنشطة الثقافية يوم 26 أفريل الحالي، بعد مضي 15 شهرا عن إغلاقه بهدف القيام بأشغال تهيئة وصيانة، علما أن أشغالا أخرى ستستأنف بعد شهر رمضان لسنة 2017، وستشمل تهيئة الركح وإكساء قاعة العروض بسجاد.
وأوضحت المكلفة بالشأن الثقافي ببلدية تونس عائدة الجريدي، أن أشغال التهيئة التي انطلقت في 15 جانفي 2016 شملت كامل الفضاء بجميع مكوناته وعناصره الزخرفية، من أعمدة وبلاط أرضي ومدارج ومركبات صحية ونوافذ وأبواب وصيانة السطح لمنع تسرب مياه الأمطار ومقاومة الرطوبة، بالإضافة تهيئة الشرفة الرئيسية وإعادة تسقيفها فضلا عن إحداث مصعد سيخصّص لذوي الاحتياجات الخصوصية.
كما شملت أشغال الصيانة الخزانات الكهربائية والمولدات الكهربائية ومنظومة الحماية من الحرائق وشبكة التدفئة، وقد تجاوزت الكلفة المالية الأوّلية لجميع هذه الأشغال 2800 مليون دينار، بحسب عائدة الجريدي، دون احتساب كلفة التجهيزات. ولتغطية نفقات الأشغال، تتجه بلدية تونس نحو الترفيع في معلوم تسويغ المسرح البلدي، وفق العائدة الجريدي، دون أن تحدّد بعد قيمة هذا المعلوم، معتبرة أن هذا الفضاء كان يُسوّغ بأسعار تفاضلية قيمتها 800 دينار للجمعيات و1200 دينار للشركات.
وبمناسبة إعادة افتتاح الفضاء، يستقبل المسرح البلدي الجمهور، لمتابعة 9 عروض ثقافية تراوح بين الموسيقى والمسرح والرقص، وتنطلق يوم 26 أفريل، بعرض للأوركستر السمفوني التونسي، تليه جملة من العروض تتواصل إلى غاية 7 ماي القادم. حيث يقام عرض للرقص المعاصر بعنوان “لاترافياتا” بالتعاون مع سفارة إيطاليا بتونس وذلك يوم 27 أفريل، يليه يوم 29 أفريل عرض مسرحية “كوشمار” لفرقة بلدية تونس للمسرح. وسيكون عشاق موسيقى المالوف على موعد مع عرض لفرقة الرشيدية يوم 30 أفريل. ويتابع المولعون بفن الرقص المعاصر يوم 3 ماي عرضا بعنوان “دخلة” للفنان أبو لقرا بالتعاون مع سفارة فرنسا بتونس وجمعية “ناس الفن” يليه يوم 4 ماي عرض فلكلوري راقص بعنوان “رازدولياي” من روسيا.
ويتابع الجمهور عرض مسرحية “أو لا تكون” إخراج أنور الشعافي وإنتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بمدنين، وذلك يوم 5 ماي، ثم عرض فلامنكو لفرقة “كازا باتاس” الإسبانية يوم 6 ماي. وتختتم فرقة المسرح الجهوي ببجاية الجزائرية سلسلة هذه البرمجة الثقافية يوم 7 ماي، بعرض مسرحية “كرب الغابة”.
جدير بالذكر أن المسرح البلدي بالعاصمة الذي يتسع إلى حوالي 1250 متفرج، أحدث سنة 1902، بتصميم من المهندس الفرنسي “جون إيميل راسبلاندي”. وقد سبق أن خضع هذا المعلم التاريخي إلى عملية ترميم سنة 2001 من قبل جمعية صيانة المدينة، وذلك احتفاء بمرور مائة سنة على تشييده.