الأزواج الذين يتعرفون على بعضهم البعض عبر الإنترنت يتمتعون بشخصيات مختلفة وبدوافع قوية لإقامة علاقة زوجية طويلة الأمد.
فيينا- توصلت دراسة نمساوية حديثة إلى أن طرق التعارف التقليدية تفقد أهميتها مع مرور الوقت، مشيرة إلى أن التعارف عبر الإنترنت يغيّر بنية المجتمع، وبفضله أصبح بالإمكان ولأول مرة في التاريخ أن يتواصل ويتعارف أشخاص فيما بينهم لا تجمع بينهم معرفة أو علاقة مسبقة.
وأفادت نتائج الدراسة بأن العلاقات التي يتم ربطها عبر الإنترنت تستمر مدةً أطول، وفق موقع “هايزه” العلمي الألماني التابع لدار النشر الألمانية هاينز هايزه. كان الناس يتعرفون على مدى عقود أو ربما قرون على شركائهم في الحياة من خلال الأصدقاء والمعارف المشتركين.
وأكد الباحثون أنه منذ ظهور الإنترنت بدأت طرق الزواج التقليدية تفقد أهميتها، واستنتج الباحثون بجامعة فيينا أن علاقات الحب والزواج عبر الإنترنت تتم بنسب أكبر بين أشخاص لا ينتمون إلى نفس البيئة أو الثقافة. وحلّل الباحثون نتائج عدد من الدراسات الأميركية حول موضوع التعارف عبر الإنترنت، بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي. ووفقاً للدراسة فإن التعارف عبر الإنترنت هو ثالث الطرق الأكثر شيوعًا للزواج بين الرجال والنساء.
وكشفت الدراسة، التي نشر ملخص لها في صفحة جامعة فيينا، أن التعارف عبر الإنترنت لا يغيّر فقط بنية المجتمع، بل أظهرت أيضاً أن تلك العلاقات تستمر فترةً أطول. إلا أن الباحثين ليس لديهم أدلة قاطعة تثبت أن استمرارية تلك العلاقات مدةً أطول لها علاقة بالتعارف عبر الإنترنت.
يشار إلى أن دراسة أميركية صادرة عن جامعة شيكاغو كشفت أن الأزواج الذين يلتقون عبر الإنترنت تدوم علاقتهم الزوجية مدةً أطول ويتمتعون بحياة سعيدة، مشيرة إلى أن الزواج عبر الإنترنت أصبح الأكثر شيوعا بفضل زيادة قنوات التواصل الاجتماعي الإلكتروني.
وتوصلت الدراسة التي شارك فيها حوالي 19 ألفا من الأشخاص الذين تزوجوا ما بين 2005 و2012، إلى أن الأزواج الذين تعرفوا على بعضهم البعض عن طريق الإنترنت نادرا ما ينفصلون، حيث بلغت نسبة الانفصال لديهم 6 بالمئة مقابل 7.6 بالمئة في حالات الانفصال بين الأزواج الذين يلتقون خارج الإنترنت.
وأكدت أن أكثر من ثلث حالات الزواج في الولايات المتحدة بدأت عن طريق شبكات التعارف عبر الإنترنت. وكشفت أن هؤلاء الأزواج يعيشون حياة أكثر سعادة من الأزواج الذين يتعرفون على بعضهم البعض عبر طرق أخرى.
وبين المشرف على الدراسة، الأستاذ جون كاتشبيو من قسم علم النفس في جامعة شيكاغو قائلا “وجدنا دليلا على وجود تحول جذري في كيفية لقاء الأزواج منذ ظهور شبكة الإنترنت”. كما أشار إلى أن الأزواج الذين يتعرفون على بعضهم البعض عبر الإنترنت يتمتعون بشخصيات مختلفة وبدوافع قوية لإقامة علاقة زوجية طويلة الأمد.