خمس خصلات شعر
قبل هذه الدراسة الجديدة، استندت الأبحاث حول صحة بيتهوفن بشكل أساسي على مراسلاته أو مذكراته أو ملاحظات أطبائه أو حتى تقرير تشريح الجثة.
هذه المرة، نظر العلماء في ثماني خصلات شعر جرى التعريف عنها بأنها تخص بيتهوفن، كانت موجودة ضمن مجموعات عامة أو خاصة.
وخلص الباحثون إلى أن خمساً من هذه الخصلات عائدة إلى رجل واحد، مع تغييرات طرأت عليها تُظهر أنها عائدة إلى أوائل القرن التاسع عشر.
وثمّة وثائق كثيرة تفصّل بشكل دقيق مسار اثنين من هذه الخصلات الخمس على مدى القرنين الماضيين. إحدى هاتين الخصلتين أهداها بيتهوفن نفسه عام 1826 لصديق موسيقي، والثانية كانت مع صديق للعائلة تولى ترتيب جنازته، إلى أن بيعا بالمزاد العلني عام 2016.
وفقاً للباحثين، من شبه المؤكد أن هذه الخصلات الخمس التي كانت موجودة خلال السنوات السبع الأخيرة من حياة بيتهوفن، أصلية.
من ناحية أخرى، استبعد الباحثون في دراساتهم ثلاث خصلات أخرى، إحداها استُخدمت لدعم فرضية موت بيتهوفن عن طريق التسمم بالرصاص، ولكن تبيّن في الواقع أنها تخص امرأة.
وحُدد بعد ذلك تسلسل للحمض النووي في ألمانيا، في مختبر معهد ماكس بلانك لعلم الأناسة في لايبزيغ، حيث تجرى في العادة دراسات مرتبطة بالبشر من عصور ما قبل التاريخ.
على عكس تحليل العظام، "في الشعر، يتحلل الحمض النووي بشدة"، وفق ما أوضح يوهانس كراوس، رئيس قسم علم الوراثة في هذا المعهد، المشارك في إعداد الدراسة.
وقال كراوس "كان من الصعب جمع ما يكفي من الحمض النووي لتحديد تركيبة المجين بالكامل".
واستُخدمت أمتار عدة من الشعر في هذا البحث الذي أفضى في نهاية المطاف إلى تحديد التسلسل الجيني لثلاثة أرباع المجين (أو الجينوم، الذي يحدد التركيبة الجينية الكاملة لكائن حي).