تونس - الخميس، 10 أوت 2023
في يومٍ حزين، تودّع تونس إحدى أعلامها الثقافية والأدبية، الكاتبة جليلة حفصيّة، التي وافتها المنية اليوم عن عمر ناهز تسعة وتسعين عامًا. إنّ رحيلها يشكّل فقدانًا كبيرًا للحياة الثقافية في البلاد، حيث كانت تعدّ من رواد الصحافة والأدب ومن المثقفين اللامعين الذين أثروا الساحة الثقافية والأدبية طيلة عقودٍ من الزمن.
ولدت جليلة حفصيّة في عام 1927، ومنذ صغرها برزت موهبتها في الكتابة والإبداع. تركت بصمةً استثنائية في المشهد الثقافي التونسي، وقدّمت مساهماتٍ فريدة في تنمية الوعي الثقافي والأدبي لدى الجمهور. تنوّعت كتاباتها بين المقالات الصحفية والقصص الأدبية، ولطالما استقطبت اهتمام القرّاء بأسلوبها الرصين والمميّز.
قادت جليلة حفصيّة ناديين ثقافيين هامين في تونس، حيث تولت إدارة نادي الطاهر الحداد في المدينة العتيقة بتونس، ونادي سوفونيسبة بقرطاج. بفضل اهتمامها الكبير بالثقافة والأدب، نجحت في إثراء الحياة الثقافية والتفاعل مع الجمهور من خلال تنظيم فعاليات ونشاطات متنوعة.
لم تكن جليلة حفصيّة مجرد كاتبة، بل كان لها دور مميّز في تعزيز اللغة الفرنسية كلغة ثقافة وتواصل في تونس. نشرت مقالاتها في الصحف التونسية باللغة الفرنسية، ومنحت للقرّاء نافذةً لاستكشاف عوالمها وأفكارها.
إنّ رحيل جليلة حفصيّة يترك فراغًا كبيرًا في الساحة الثقافية، إلا أن إرثها الأدبي سيظل حاضرًا دائمًا. حصلت على العديد من الجوائز التقديرية والتكريمات، منها الوسام الوطني للاستحقاق الثقافي عام 2019، وجائزة "زبيدة بشير" للإبداع الأدبي باللّغة الفرنسيّة عام 2010.
ينعى الوسط الثقافي والأدبي في تونس وفاة جليلة حفصيّة ببالغ الأسى، ويستذكر إسهاماتها ومساهماتها في تطوير الحياة الثقافية والأدبية في البلاد. إنّ رحيلها يترك وراءه ذكريات جميلة وإرثًا أدبيًّا قيمًا سيظل يستمد منه الأجيال القادمة.
قدمت جليلة حفصيّة مساهمات ثمينة في مجال الثقافة والأدب، وكانت إحدى الأصوات الفريدة التي أثرت في النقاشات الثقافية والأدبية في تونس وخارجها. رحيلها يكون وداعًا لرمزٍ من رموز الثقافة التونسية، ولكن تأثيرها سيظل حيًّا في قلوب الجميع.