في مثل هذا اليوم قبل عامين، انطفأ نجم الطرب العربي صباح فخري، العملاق الذي أسهم بشكل كبير في إثراء المشهد الفني العربي. توفي في 2 نوفمبر 2021 عن عمر يناهز 88 سنة، وترك وراءه إرثًا فنيًا رائعًا يستمر في إلهام الأجيال الجديدة.
صباح فخري ولد في مدينة حلب السورية في 2 مايو 1933. بدأ مساره الفني في سن مبكرة حيث اكتشفت إدارة مدرسته جمال صوته وأقامت حفلات مدرسية قام بأداء الأغاني فيها. ومن هنا بدأت رحلته الفنية المميزة.
في أوائل الخمسينات، زار الموسيقار سامي الشوا مدينة حلب واكتشف صوت صباح وقرر أن يأخذه معه إلى مصر، حيث كانت تتواجد معظم الفرص الفنية. لكن الطريق إلى القاهرة كان مساهمة قصة نجاحه، فعلى الطريق إلى مصر، توقف في دمشق حيث ألهم الموسيقيين هناك وتعاون معهم، وقام بتسجيل أغاني للإذاعة السورية.
كان صباح موهوبًا جدًا وسرعان ما انتشرت شهرته وسُمع صوته القوي والعذب. ظل يُعزف ويُغنى في الإذاعة وأصبح وجهًا مألوفًا للجماهير. لم يقتصر عطاؤه على سوريا فقط، بل سافر إلى عدة دول عربية وقارات أخرى حيث غنى وترك بصمته الفنية.
عندما تأسست التلفزة السورية في عام 1960، شارك صباح في العديد من البرامج التلفزيونية وأصبح واحدًا من أوائل المغنين الذين ظهروا على شاشات التلفزة. كان له تأثير كبير على مشهد الفن العربي وأثر في عدد كبير من الجماهير.
حصل صباح على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك وسام تونس الثقافي في عام 1975. كما تم منحه الجائزة التقديرية من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في عام 2004 تقديرًا لإسهامه في الحفاظ على التراث الموسيقي العربي ونشره.
صباح فخري ظلت أغانيه ترافق الأجيال على مر العقود وتستمر في إلهام الفنانين والمستمعين. بينما نتذكره في ذكراه الثانية لرحيله، نحن ممتنون للإرث الفني الذي تركه ونستمر في الاحتفال بموهبته وإسهامه الكبير في عالم الموسيقى العربية.