في مدينة نابولي الإيطالية، تحول حمل السلاح من كونه لعبة بلاستيكية أو افتراضية إلى واقع مرير يهدد حياة الشباب والمراهقين، مع انتشار غير مسبوق للعنف بين هذه الفئات العمرية.
مقالات ذات صلة:
حماية الطفولة في العصر الرقمي: إطلاق الخطة الوطنية لمكافحة العنف الرقمي ضد الأطفال
معًا نعيش: مسرحية تُعيد تشكيل وعي الأطفال بقيم الجمال والتعايش المشترك
جرائم مروعة تهز المجتمع
في الأشهر الأخيرة، شهدت نابولي حوادث قتل مروعة؛ أحدها راح ضحيته مراهق يبلغ من العمر 18 عامًا على يد صديقه البالغ 19 عامًا، بينما قُتل طفل يبلغ من العمر 15 عامًا في حادث آخر. هذه الجرائم ليست سوى قمة جبل الجليد في سلسلة من الجرائم التي تفاقمت بمرور الوقت.
إحصاءات مقلقة
تحقيق نشرته صحيفة La Repubblica الإيطالية كشف أن الشرطة صادرت بين يناير وأكتوبر 2024 ما يقارب 217 قطعة سلاح ناري و278 سلاحًا حادًا، مقارنة بـ155 و172 على التوالي طوال عام 2023. كما تم القبض على 100 شخص لحيازتهم أسلحة نارية، بينهم 8 قُصّر، بينما بلغ عدد الشكاوى المتعلقة بالقُصّر 30 شكوى.
الأسلحة والجرائم داخل المدارس
حمل السكاكين بات أمرًا شائعًا في مدارس نابولي، إلى درجة أن مديري المدارس طالبوا بوضع أجهزة كشف المعادن عند المداخل. ومع ذلك، يبقى القانون الإيطالي عاجزًا عن اتخاذ إجراءات رادعة ضد القُصّر الذين يحملون الأسلحة، مما يفاقم الأزمة.
السوشيال ميديا والتباهي بالعنف
إلى جانب جرائمهم الواقعية، يوثق القُصّر في نابولي حياتهم المليئة بالعنف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يستعرضون الأسلحة، المخدرات، ومظاهر البذخ. بعد وقوع جرائم القتل، يتفاخر أصدقاء وأقارب الجناة عبر منصاتهم بما حدث، مما يعزز ثقافة العنف.
مافيا الكامورا واستغلال الأطفال
تلعب مافيا الكامورا دورًا أساسيًا في استغلال الأطفال، سواء لنقل الذخيرة أو الاتجار بالمخدرات. ويرجع ذلك إلى ضعف العقوبات القانونية المفروضة على القُصّر، مما يجعلهم أدوات سهلة في أيدي العصابات الإجرامية.
أزمة التعليم وتفاقم الانقطاع المدرسي
يعاني النظام التعليمي في نابولي من انهيار خطير، حيث سجلت المنطقة أكثر من 800 حالة انقطاع مدرسي مطلق بين سبتمبر 2023 ويناير 2024، إضافة إلى غيابات متكررة لدى آلاف الطلاب.
نداء للتحرك
تؤكد ماريا روزاريا كوفيلي، رئيسة محكمة الاستئناف في نابولي، أن الحل يبدأ بالتعليم والتدريب:
"الأجيال الجديدة هي المستقبل. يجب العمل على وقايتهم من الوقوع في دوامة العنف والجريمة".
خطر دائم يهدد المجتمع
تحول نابولي إلى مدينة مسلحة يعكس أزمة عميقة تمتد جذورها إلى الفقر، غياب التعليم، وضعف القوانين. ويبدو أن الحلول تتطلب تضافر جهود المؤسسات الحكومية والاجتماعية لإنقاذ جيل بأكمله من مستقبل مظلم.