عندما تنطلق نجم يتلألأ بألوان التراث والإيقاع الصحراوي، يخلّد الفنان بصوته وألحانه قصص الأرض والحياة. ومن هؤلاء النجوم الذين أضاءوا سماء الموسيقى التونسية ببريق فريد، يأتي فنان شعبي لامع، بلقاسم بوقنة، الذي ودّعنا في أثناء مسيرته الفنية بعد معركة شجاعة مع المرض.
لم يكن مجرد فنان شعبي، بل كان رمزًا للتراث والإبداع، حيث اشتهر بتقديمه للغناء البدوي والأغاني التراثية ذات الإيقاع الصحراوي. ومع كل نغمة، كان يحكي قصة الحياة والعادات والتقاليد الجميلة التي تشكّلت على أرض تونس العريقة.
ولد بلقاسم بوقنة في منطقة القلعة بمعتمدية دوز الشمالية في عام 1963، ومن هناك بدأت رحلته الفنية المليئة بالإبداع والتألق. ومع كل ألبوم أصدره، أسر قلوب المستمعين وأضاء مسار الفن الشعبي بتونس.
تجلى بلقاسم بوقنة في أداءه الرقيق وقدرته الكبيرة على التأثير بكلماته وألحانه، فكان يمتلك موهبة فنية فريدة ومرهفة. كانت أغانيه مثل "عندي سبع سنين تعدوا" و"الضحضاح" و"سهران" و"يا الوالدة" و"يا سمح الصيفة" تحكي قصص الحياة بأسلوب مميز وشجي، يمزج بين التراث والحداثة ببراعة.
بلقاسم بوقنة لم يكن فنانًا فحسب، بل كان أيضًا مدرسًا للمرحلة الابتدائية، حيث ترك بصمته في قلوب الأجيال الصاعدة، ليبقى إرثه حيًا في قلوب المحبين لفن الشعبي التونسي.
وداعًا للفنان الكبير بلقاسم بوقنة، الذي سيظل خالدًا في ذاكرة الموسيقى التونسية، وستبقى أغانيه مصدر إلهام وجمال للأجيال القادمة.