في مثل هذا اليوم، 12 سبتمبر، نخلد ذكرى وفاة بليغ حمدي، أحد أعظم الملحنين والموسيقيين في تاريخ الموسيقى العربية، الذي رحل عن عالمنا في عام 1993 عن عمر يناهز 62 عامًا. وُلد بليغ حمدي في 7 أكتوبر 1931، وكان له تأثير كبير في الموسيقى العربية بفضل أعماله المتميزة وألحانه الخالدة.
اقرأ أيضا:
تاريخ موسيقي خالِد: ذكرى رحيل صالح المهدي أحد أعلام الموسيقى التونسية
هواري بومدين: القائد الثوري الذي ارتقى بالجزائر إلى مصاف الدول الحديثة
في ذكرى رحيله: نجيب عياد... عملاق السينما التونسية الذي غادرنا قبل أن يكمل مهمته
تنتمي عائلة بليغ حمدي إلى خلفية علمية وفنية، حيث كان والده أستاذ فيزياء بجامعة القاهرة. تلقى بليغ تعليمه الأول في مدرسة الموسيقى الشرقية بشبرا، وواصل دراسته في معهد الموسيقى العربية بجانب دراسته في كلية الحقوق بجامعة القاهرة.
بدأ بليغ حمدي العزف على آلة العود منذ سن التاسعة، وتعلم المقامات الموسيقية والموشحات العربية تحت إشراف الشيخ درويش الحريري. في البداية، جرب حمدي حظه في الغناء وسجل للإذاعة أربع أغنيات، لكنه وجد شغفه الأكبر في التلحين.
أصبح بليغ حمدي واحدًا من أبرز الملحنين في مصر والعالم العربي، حيث قدم ألحانًا لأبرز نجوم عصره مثل أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، وردة الجزائرية، وشادية. تميز بليغ بتنوع أعماله التي شملت الأغاني العاطفية، الشعبية، الوطنية، والدينية، وحتى أغانٍ للأطفال.
من أبرز ألحانه لأم كلثوم نجد "حب إيه"، "أنساك"، و"فات الميعاد". كما قدم ألحانًا رائعة لعبد الحليم حافظ منها "تخونوه"، "خساره.. خسارة"، و"أنا كل ما أقول التوبه". تعاون مع وردة الجزائرية في أغاني مشهورة مثل "العيون السود" و"خليك هنا"، بينما قدم لشادية مجموعة من الألحان الشهيرة منها "يا أسمراني اللون" و"أدخلوها سالمين".
تزوج بليغ حمدي من الفنانة وردة الجزائرية عام 1972، وقدم لها مجموعة من الأغاني الخالدة، لكنه انفصل عنها في 1978. في عام 1984، اتهم في حادث مقتل المطربة المغربية سميرة مليان، ولكن تمت تبرئته في عام 1989 بعد مغادرته مصر والانتقال إلى أوروبا.
عاش بليغ حمدي صراعًا طويلًا مع مرض الكبد حتى وافته المنية في 12 سبتمبر 1993. ترك خلفه إرثًا موسيقيًا ضخمًا وشهرةً لا تزال حاضرة في قلوب محبيه. قدّم بليغ حمدي مئات الألحان التي ستظل خالدة في الذاكرة الموسيقية العربية، وترك بصمة واضحة في تاريخ الفن والموسيقى.