لم يمر على وجودها في تونس إلا خمس سنوات، لكنها عاشت خلال الأشهر الأولى منها تجربة مريرة مع الاستعباد، تصفها “بالجرح الداخلي، الذي لا يمكن أن يندمل”. إنها الشابة جان دارك، وهي مهاجرة من ساحل العاج، استطاعت بقوة شخصيتها أن تتجاوز هذه المرحلة، وتبني اليوم حياة جديدة في تونس، لكن تواجه صعوبات في تسوية وضعيتها. بورتريه:
“قبل أن تسخر من الآخرين، عليك أن تنظر للمرآة”، هي المقولة التي تقفز لنظر أي زبون جديد تطأ قدماه محل تصفيف الشعر “ليدي كوافور”، الخاص بالنساء، بأحد أحياء تونس العاصمة، إضافة إلى مقولات أخرى لفولتير ونيتشه علقت في أوراق بيضاء على الجدران.
وتكتفي صاحبة المحل جان دارك، الشابة القادمة من ساحل العاج منذ سنوات، بابتسامة عريضة، عندما يطلب منها أسباب اختيارها “تزيين” الجدران بهذه المقولات، قبل أن تسترسل في سرد مظاهر التمييز العنصري، بل والاستعباد الذي كانت ضحيته.