على إثر إعلان الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد يوم 12 أفريل الجاري عن استغلال احد الاشخاص لفترة الحجر الصحي الشامل من أجل إختلاس آثار وحجارة ذات طابع تاريخي عن طريق الحفر والتفكيك في منطقة أثرية واقعة بشاطئ "المنافع'' بقصور الساف من ولاية المهدية وبشواطئ أخرى تولت وزارة الشؤون الثقافية متابعة هذا الموضوع إذ باذن من وزيرة الشؤون الثقافية السيدة شيراز العتيري وبطلب من السيد فوزي محفوظ مدير المعهد الوطني للتراث تحوّل ممثل المعهد بولاية المهدية والسيد المتفقد الجهوي بالساحل مرفوقين بالحرس الوطني بالجهة على عين مكان وقوع هذه الجريمة النكراء ومعاينة الأضرار واتضح أن هناك شاحنة من نوع"تراكس" مرت من الشاطىء ولكن ليس هناك أضرار تذكر.
وقد تم إيقاف سائق الشاحنة الذي اعتدى على آثار المناقع بسلقطة ويبدو أن الأبحاث الأولية تفيد أنه لم يتعمد الاعتداء وأن غايته كانت تجنب الحجر الصحي بالمرور عبر الشاطىء ولكنه اصطدم بالحجارة الأثرية وعاد على أعقابه
جدير بالذكر أن المخزون الأثري بولاية المهدية عموما هو مخزون ثريّ ونذكر منه السقيفة الكحلاء وبرج خديجة بالشابة و«كوليزي» الجم وخاصة مدافن سلقطة وحماماتها ومقبرتها البونيقية التي تجاور المتحف وحقول «آجار» وأكثر من مساحة لقطع فسيفسائية ضاعت أو غمرتها المياه في بحر يمتدّ على طول 70 كم من الشواطئ التي شهدت أكبر المعارك وتقبع في قاعها أكثر من تحفة فنية رائعة كما تعرف منطقة سلقطة أساسا بـ"الدواميس" و هي سراديب أموات استعملها الرومانيون المسيحيون لحضور بعض الطقوس الدينية ودفن موتاهم عبر مصطبات لقبور منقورة في الصخر ويشاع أنّها كانت الطريق الموصل إلى مدينة الجم حيث تمّ نقل الحجارة من مقاطع سلقطة.