اتصل بنا السيد ناجح المحجوب، وأكّد لنا أن المحامي والسياسي محمد الأزهر العكرمي المنتمي لما تسمّى بـ"بجهة الخلاص الوطني" تحيّل عليه في مناسبتين، وأنه سبق له أن اشتكاه لفرع عمادة المحامين في مناسبة واحدة وللقضاء في مناسبتين اثنتين، إلا أنه لم يتم استدعاء هذا المحامي أو محاسبته أو حتى مساءلته رغم وجود أدلّة إدانته المتمثلة في عديد الوثائق وفي بعض الشهود، وأضاف أنه قرّر فضحه الآن وكشف ممارساته بعد أن رأى القيادي في حركة النهضة الصحبي عتيق الذي سبق له أن هدّد التونسيين بالسحل، حاملا لافتة تتضمّن صورا لعديد المساجين، منهم المحامي محمد الأزهر العكرمي وتطالب بإطلاق سراح هؤلاء، كأنهم لم يجرموا في حق الدولة والشعب، أو كأنهم مساجين سياسيين، ويضيف محدثنا أنه لا يطلب شيئا من المحامي المذكور مؤكد أن الأخلاق لا تسمح برمي سيارة إسعاف بالرصاص الحي، وأنه متنازل له عن حقه المادي رغم أنه استغله وتحيل عليه في صباه مستغلا في ذلك صغر سنه وثقته فيه.
وبسؤالنا عن حيثيات الواقعتين، ذكر لنا محدّثنا أنه تعرف على المحامي والسياسي محمد الأزهر العكرمي سنة 2003 عن طريق الناشر والصحفي كارم الشريف الذي يثق فيه ثقة عمياء، وأن المحامي المذكور أوهمه أن هناك قطعة أرض للبيع كائنة بجهة المنيهلة من ولاية أريانة، وأن ثمنها الجملي عشرون ألف دينار، فمكّنه من المبلغ المذكور، وأنّ ذات المحامي قدّم له شخصا يدعى إبراهيم أحمد الذي اتّضح أنه درس مع العكرمي بسوريا، وأن قطعة الأرض اتضح أنها وهمية وغير موجودة بالمرة، مضيفا أن هذا الأخير تحصّل من العكرمي على مبلغ ألفي دينار كعربون، وأضاف محدّثنا انه طلب من المحامي المذكور مبلغ ثمانية آلاف دينار كان في حاجة أكيدة إليها، وكان ذلك بعد طول مماطلة، على أن يعيد له هذا المبلغ بعد اتمام عملية البيع، فمكنه من صك في الغرض، دون أن تتم عملية البيع ودون أن يمكنه من بقية أمواله المقدرة بإثني عشر ألف دينار.
وأضاف محدثنا أنه، وقبل ان يكتشف تعرضه لعملية تحيل، أن العكرمي اقترح عليه كراء ضيعة ببني خلاد من ولاية نابل بمبلغ عشرين ألف دينار، وأنه مكّنه من هذا المبلغ دون الحصول على وصل مالي، بعد أن أقنعه المحامي المشار إليه أنه لا يستطيع تمكينه من وصل طالما أن العقار المشار إليه يرجع بالنظر لوزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية وأنه لا وجود لعلاقة قانونية بينه وبين الشركة التي تبنت الصفقة، مؤكدا في الآن ذاته ان العكرمي لهف هذا المبلغ واقتنى بواسطه سيارة من نوع "مرسيدس 190" وغيّر بواسطته مكتبه من ساحة برشلونة إلى لافيات.
وقد مكّننا السيد ناجح المحجوب من عديد الوثائق التي ننشرها مع هذا المقال، علما أنه يستند في تصريحاته، وبالإضافة إلى الوثائق على الشهود، وهم على التوالي: الناشر والصحفي كارم الشريف والمالك السابق لـ"نجوم البحيرة" الهادي بالطيب وأرملة محسن الظاهري الذي كان يتعامل مع وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية.
وقد عبر لنا مخاطبنا عن رغبته في إيصال هذه التساؤلات: لماذا لم يبتّ القضاء في شكاياته ضد محمد الأزهر الكرمي قبل الثورة وبعدها؟ وكيف تتم سرقة الملفات من المحاكم؟ ومن يقف وراء ذلك؟ ولصالح من؟
والأكيد اننا سنعود إلى ذات الموضوع لاحقا سواء طرأ بخصوصه جديد أو لم يطرأ.
عادل الهمامي