عبّر أعوان وموظفو ونُواب الشركة التونسية للتامين واعادة التامين "ستار" لدى حضورهم اليوم اجتماعا "ساخنا" بالعاصمة عن تشبثهم برفض اي شكل من أشكال تفويت الدولة في حصصها من راس مال الشركة الى شريك اجنبي ( فرنسي).. وقال بشير الخياري كاتب عام النقابة العامة ل "ستار" التابعة لاتحاد عمال تونس أمام عدد كبير من الموظفين ومن نواب التامين الممثلين للشركة في كامل انحاء الجمهورية ومن جمعية متقاعدي الشركة، ان الشركة تمثل مكسبا وطنيا هاما ويجب على الدولة المحافظة عليها وعدم التفويت فيها.
وشدد على القول ان "ستار" مؤسسة ذات رمزية وطنية وهي ايضا مؤسسة رابحة من الناحية التجارية وتوفر لخزينة الدولة عائدات محترمة للغاية عكس بعض الشركات العمومية الاخرى التي تعاني من صعوبات مالية ورغم ذلك لم تفكر الدولة في بيعها على حد قوله. . وكان وزير المالية بالنيابة فاضل عبد الكافي قد اعلن مؤخرا انه لن يقع التفويت في نصيب الدولة في الشركة إلا ان الطرف النقابي عبر عن مخاوفه من ان ذلك مجرد تطمينات وانه يجري التحضير لعملية تفويت غير مباشرة عبر ادخال تغييرات على اسلوب التسيير داخل الشركة ( تعيين مدير عام للشركة من جنسية اجنبية مقابل تجريد مجلس الادارة من بعض مهامه وبالتالي تصبح للمدير العام في ما بعد سلطة القرار). ووصف الخياري ما سيحصل في الفترة القادمة – في صورة اصرار الدولة على عملية البيع – ب"معركة البقاء" التي سينخرط فيها الجميع بلا استثناء رغم وجود بعض محاولات عرقلة هذا التمشي داخل الشركة. وقال ان الطرف النقابي عبّر اكثر من مرة عن استعداده لمزيد التفاوض حول هذا الملف منتقدا تصريحات الوزير التي قال فيها ان" الاعوان إذا ارادوا ان يضربوا فليضربوا" وهو ما اعتبره تحديا وتعبيرا عن عدم الرغبة في الحوار والتفاوض واختيار حل التصعيد. وأعلن بشير الخياري بالمناسبة عن تاجيل موعد الاضراب العام الذي كان مبرمجا ليوم الخميس 8 جوان الجاري الى يوم 10 جويلية وذلك لاعطاء فرصة جديدة للتفاوض والتوصل الى حلول توافقية وفق ما ذكره.
وقد حضر مهدي كمون امين عام اتحاد عمال تونس المنتخب هذا الاجتماع وقال ان الاتحاد سيقف الى جانب نقابة "ستار" لحماية المؤسسة من كل ما من شانه ان يلحق بها او بالطرف الاجتماعي ( الاعوان) اضرارا، ابرزها التسريح الذي قد ينتج عن عملية التفويت.
وفي تصريح خص به العرب افادنا بشير الخياري كاتب عام نقابة ستار في هذا الخصوص ان نقابتهم لن تتوانى في التصعيد وفي تنفيذ كل الاشكال الاحتجاجية للدفاع عن مؤسستهم..
وقال بشير الخياري ان النقابة اتصلت بالموفق الاداري وتقدمت بشكوى رسمية ضد وزير المالية من اجل التفريط في رأسمال شركة رابحة.
واصر محدثنا على ان شركة قروباما الفرنسية التي تستحوذ حاليا على 35 بالمائة من راسمال ستار ارسلت 5 موظفين تابعين لها لم يقدموا اية اضافة ولم يتمكنوا من امضاء اي عقد..وقال انه يشك في ان مهمتهم ليست ممارسة النشاط العادي وانما لهم مهام اخرى لرصد كل ما يتعلق بستار من معلومات..واضاف ان قروباما تسعى للتقليص من عدد الموظفين من 720 حاليا الى 250 فقط ..حيث اكد مدير الشركة الفرنسية في زيارة كان قد اداها الى تونس انه يمكن تسيير ستار ب 250 عامل فقط..وشدد على انها عندما اشترت نصيبها من ستار في 2008 قامت بطرد 200 موظف..وتساءل الخياري كيف يمكن لحكومة تبحث عن التقليص من نسبة البطالة ان توافق على التقليص من العاملين..وشكك في العقد الممضى بين ستار قروباما في 2008 مشددا على ان هناك شبهة تلاعب باعتبار ان ستار لم تسجل اي تراجع في مداخيل على عكس ما ذهبوا اليه وقتها لايجاد الشرعية اللازمة للتفريط في جزء من راسمالها..حيث تم التاكيد وقتها على ان ستار مفلسة ويجب ان تقبل ببيع 35 بالمائة من راسمالها لانقاذها..وقال الخياري ان ستار تسجل سنويا مرابيح تتراوح بين 25 و30 مليارا "صافية" ..
وقال كاتب عام نقابة ستار انهم لن يقبلوا بالتفريط في مكتسابتهم وهياكلهم التي تسجل عائدات مهمة..واضاف ان اسطول النقل العمومي كله مؤمن في ستار بامتيازات هامة تصل ،حيث لا تدفع الدولة الا 10 بالمائة فقط من قيمة التامين..واذا تم التفريط فيما تبقى من راسمال المؤسسة فان التامين على اسطول العربات الادارية والحافلات سيرتفع كثيرا..
وتجدر الاشارة الى ان اسطول العربات التابعة للدولة مؤمنة جميعها في ستار بنسبة 100 بالمائة ..بينما تصل نسبة بقية الاختصاصات المؤمنة في ستار بما يقارب 42 بالمائة ..وتساءل الخياري في هذا الخصوص عن السبب الذي يجعل مؤسسة بهذا الحجم تمر من صاحبة الاغلبية الى التفريط في نصيبها والاكتفاء بنسبة 18 بالمائة فقط من راسمالها..وقال ان هذا لا يستقيم ولا يمكن القبول به مهما يحصل..
وللتثبت من العقد الاول المبرم سنة 2008 بين ستار و شركة قروباما طلبت النقابة من وزير المالية منحهم نسخة منه،لكنه رفض.ولهذا طالبت النقابة بفتح تحقيق جدي في هذه الخطوة التي قادتهم الى هذه المرحلة التي جعلت الدولة تفكر في بيع ما تبقى بتاثير من هذه المجموعة..وقد اكد بشير الخياري انهم يصرون على فتح تحقيق في هذا الخصوص لوجود شبهات فساد وتلاعب ..وقال ان ستار هي ثروة وطنية لها تاريخ عريق ولهذا ترفض النقابة التفريط فيها لفائدة قروباما الفرنسية..