في زمن الصمت، يجب علينا أن نسعى لكشف الحقيقة وإلقاء الضوء على ما يجري وراء الستار، حتى يتحقق التغيير والعدالة في عالم الفن والثقافة.
يعتبر مهرجان قرطاج الدولي للثقافة في تونس واحدًا من أبرز الأحداث الثقافية والفنية في المنطقة، حيث يستقطب الآلاف من الجماهير والفنانين من مختلف أنحاء العالم. ولكن في دورته الأخيرة، شهد المهرجان غيابًا ملحوظًا لواحدة من الفنانات التونسيات المعروفات، وهي الفنانة لبنى نعمان.
لبنى نعمان، التي تعتبر واحدة من الفنانات المميزات في تونس، تتمتع بصوت قوي وأداء فني مذهل يجمع بين العاطفة والتعبير الفني العالي. ولكن للأسف، لم يتم تضمين اسمها في برمجة مهرجان قرطاج لهذا العام، مما أثار استغراب الكثيرين وأثر على تنوع وجودة الفعاليات الفنية المقدمة.
تواجه تنظيم المهرجان تحديات عديدة في اختيار الفنانين المشاركين وتنسيق الجدول الزمني والمواعيد المحددة. وقد أثار غياب لبنى نعمان تساؤلات حول العوامل التي أدت إلى استبعادها من البرمجة. هل يعود السبب إلى مشاكل فنية أو اعتبارات إدارية؟ أم أن هناك أسبابًا أخرى قد تكون ذات طابع سياسي أو شخصي؟
يعتبر مهرجان قرطاج فرصة رائعة للفنانين المحليين والعالميين لعرض مواهبهم وتواصلهم مع الجمهور التونسي والعالمي. إذا كانت هناك أي عقبات تمنع مشاركة فنانة موهوبة مثل لبنى نعمان، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان تنوع وإبداع المهرجان وتقليل جاذبيته وقدرته على جذب الجماهير.
إن غياب لبنى نعمان يؤكد على ضرورة وضع آليات شفافة وعادلة لاختيار الفنانين المشاركين في المهرجانات الثقافية. يجب أن يتم تقييم الفنانين بناءً على مواهبهم وجودتهم الفنية وليس بناءً على عوامل خارجية أو اعتبارات غير عادلة.
على الجهات المسؤولة عن تنظيم مهرجان قرطاج أن تستجيب لهذا الغياب وتوضح الأسباب والمعايير التي أدت إلى استبعاد لبنى نعمان، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لضمان شفافية وعدالة في اختيار الفنانين المشاركين في المستقبل.
مهرجان قرطاج يجب أن يكون منبرًا للتعبير الثقافي والفني، ويجب أن يكون مفتوحًا لجميع الفنانين الموهوبين وليس مقتصرًا على مجموعة محددة من الأشخاص. فقط من خلال التنوع والشمولية يمكن للمهرجان أن يحقق رؤيته ويصبح حدثًا ثقافيًا حقيقيًا يستحق التقدير والمشاركة.
الحقيقة المخفية وراء الستار يجب أن تظهر للنور، وينبغي أن يكون لدى الجهات المنظمة واجب توضيح الأسباب والمعايير التي أدت إلى ابتعاد لبنى نعمان عن المهرجان. يجب أن يتمتع الفنانون بالفرصة العادلة للتألق والتعبير عن مواهبهم على المسرح العالمي، دون أن تعترضهم مصالح أو تحيّزات غير عادلة.