أثار عرض مسرحية "الدرابو" للفنان جعفر القاسمي جدلاً كبيراً وجذب اهتمام الجماهير في مهرجان المنستير الدولي. تمّ استقبال الجمهور بحماس وترقب، حيث حضر العرض جمهور غفير من مختلف مدن ولاية المنستير وحتى من الجزائر.
انطلق العرض بتمام العاشرة والربع ليلاً، وتضمن العرض رؤية مبتكرة وساخرة للعديد من الظواهر الاجتماعية في المجتمع التونسي. بالرغم من الكثير من السخرية، إلا أنه كان فرصة للتأمل في قيم الوطن لدى أبنائه وارتباطهم به.
وقد استخدم القاسمي تشبيهًا ملهمًا للوطن، حيث وصفه بالحقل الذي ينمو فيه أنواع مختلفة من الغلال. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الأفضليات فيه يتم تصديرها لخارج البلاد، بينما يتبقى الأقل جودة لأبناء الوطن. وعبر عن الغلال الفاسدة التي تؤذي الوطن بالتشبيه بالكفاءات التونسية التي تهاجر بشكل متزايد وتترك خلفها فراغًا.
"هوما يسرقوا واحنا نزرعوا... هوما يحرقوا واحنا انطفوا... هوما يهدّوا واحنا نبنوا ..." هكذا وجه القاسمي رسالته الصادقة لأبناء الوطن، داعيًا إياهم للحماية من الخيانة الداخلية والخارجية.
تطرق القاسمي للعديد من المشاغل الاجتماعية، مثل صلة الرحم والعلاقات الإنسانية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي. جميع هذه المواضيع أظهرت تأثيرها على مصلحة البلاد من خلال التركيز على قيمة العلم ودوره في تعزيز الوعي الوطني والوحدة.
مسرحية "الدرابو" نجحت في إضفاء البهجة على وجوه المشاهدين، على الرغم من أن بعض المشاهد كانت تحمل محتوى مؤثر. العرض حقق نجاحاً جماهيريًا كبيرًا وأثر بشكل إيجابي على الحضور، حيث كانت رسالة جعفر القاسمي تصل إلى قلوب الجماهير وتحفّز الحماسة للعمل من أجل مصلحة الوطن ومستقبله الأفضل.