بقلم: عزيز بن جميع
يضيء الزين الحداد سماء الموسيقى التونسية بنجمه اللامع، فهو ليس مجرد مطرب بل هو رمز يمثل توازنًا فريدًا بين الأصالة والحداثة. عبر مسيرته الفنية، استطاع أن يحقق تواصلًا بين أجيال مختلفة وأذواق متنوعة، وهذا ما يجعله نجمًا لامعًا في سماء الفن التونسي والعربي.
منذ أوائل مشواره الفني، أظهر الزين الحداد براعته وأدائه المذهل الذي لا يقتصر فقط على الأصوات بل يمتد ليشمل التعبير العاطفي والروحي في كلمات الأغاني. فقد نجح في تقديم تجربة موسيقية متكاملة تتسم بالعمق والتجدد في آن واحد، ما جعل أعماله تلامس وتستهوي القلوب من مختلف الأعمار.
لكن ما يميز الزين الحداد بشكل خاص هو قدرته على دمج العناصر التقليدية والحديثة في أغانيه، مما يضفي على أعماله طابعًا فريدًا وجذابًا. فهو ليس فقط حافظًا لتراث الموسيقى التونسية الأصيلة، بل يجعلها جزءًا من تجربته الفنية الحديثة. من هذا المنطلق، يمكن اعتباره رمزًا للتلاقي بين الأجيال والأساليب الموسيقية المختلفة.
إن مدرسته الخاصة التي أسسها تأكيد على تفرده ورغبته في نقل معارفه وخبراته إلى الأجيال الناشئة، مما يسهم في استمرارية وتطور المشهد الموسيقي في تونس. هذه المبادرة تبرهن عن اهتمامه بتربية جيل جديد من الموسيقيين والمطربين قادرين على الاستمرار في إثراء التراث الفني.
يجسد الزين الحداد الفنان الاستثنائي والمبدع على خشبة المسرح. يتميز بأداءٍ متقن وتفاعل رائع مع الجمهور، ما يجعل من كل حفلة فنية تجربة فريدة ولا تُنسى.
تجمع شخصية الزين بين الجدية والأصالة من جهة، وبين التفتح وروح الحداثة من جهة أخرى. إنه يتمتع بذوقٍ رفيع وحرص على تقديم العمل الفني بأفضل شكل ممكن. إضافةً إلى نزاهته وعدالته في تعامله مع الفن والجمهور.
لقد كانت لنا شرف التعامل مع هذا الفنان الكبير في عدة مناسبات، بما في ذلك تعاون تلفزي كبير في رحاب قناة تونسنا، ما يشهد على ريادته في مجال الفن وتأثيره على الساحة الإعلامية.
وما أروعه من لحظات كانت عندما قدم حفله الرائع في المركب الثقافي بالمنزه السادس، حيث تألق بأغانٍ جديدة وعرض مبهر أبهر الحضور. إنه فنان يزين كل مكان يدخله، ويترك بصمة فنية لا تُنسى في قلوب محبيه.
في ختامها، يا زين العرب، يا رمزًا من رموز تونس، يا مطرب الأصالة والحداثة، تبقى شخصيتك تتلألأ كنجمٍ ساطع في سماء الفن، متربعًا بكل جدارة واعتزاز على عرش الطرب.