أثار إعلان المغني الشعبي نور شيبة عن إصدار كتاب يتحدث فيه عن تجربته السجنية تحت عنوان "الحي يروح" جدلاً كبيراً في تونس، خاصة بسبب التشابه في العنوان مع كتاب سابق للسجين السياسي فتحي بالحاج يحيي.
وقد انقسمت آراء التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا الأمر. فبينما اتهم البعض نور شيبة بالاقتباس من عنوان كتاب بالحاج يحيي، اعتبر آخرون أن عبارة "الحي يروح" هي مثال شعبي متداول في تونس وقد استخدمت في عدة سياقات فنية مختلفة، مما يجعلها مادة عامة قابلة للاستخدام من قبل أي شخص.
وقد جرى مناقشة هذا الجدل في إطار أوسع حول حقوق المؤلف وحرية التعبير الفني. فبينما رأى البعض أنه من حق نور شيبة أن يتحدث عن تجربته السجنية، بغض النظر عن القضية التي كان مسجونًا بسببها، استشهدوا بأمثلة مماثلة لممثلات أفلام إباحية ومشاهير كتبوا كتبًا عن تجاربهم بمختلف أنواعها.
من ناحية أخرى، اعتبرت جهات أخرى أن هذا الكتاب يندرج ضمن سياسة التبييض التي اتبعها المغني منذ فضيحة سجنه، مشيرة إلى أنه بعد خروجه من السجن، وجد الأبواب مفتوحة أمامه وتمتع بفرص واسعة في الظهور في المهرجانات والبرامج التلفزيونية، في حين يتعرض مئات الشباب التونسيين لمعاملة قاسية واستهداف من قبل المجتمع بسبب قضايا استهلاك المخدرات.
بالتالي، يظل هذا الجدل مستمرًا، ويعكس التوتر المستمر بين الحق في التعبير الفني وبين المسائل الاجتماعية والسياسية التي تؤثر على تجارب الفنانين وكيفية استقبالهم في المجتمع.