في عصر تحولات سريعة وتطورات متلاحقة، تبرز أهمية دمج الثقافة والفنون في بنية التعليم باعتبارها محورا أساسياً لتنمية العقول وتشكيل المجتمعات المستقبلية، منصة المؤتمر العالمي لتعليم الثقافة والفنون التي استضافتها أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة تجسد تلك الرؤية الطموحة لتطوير التعليم والثقافة في عصر التكنولوجيا الرقمية.
تمثل وزيرة الشؤون الثقافية، الدكتورة حياة قطاط القرمازي، صوت الريادة والتفاؤل في هذا المؤتمر، حيث أكدت على أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في تعزيز تجربة التعليم والثقافة، و من خلال رؤيتها الواعية، أشارت إلى ضرورة توسيع نطاق التربية ليشمل المهارات الحديثة التي تعزز التفكير الإبداعي والتفاعل مع العالم بشكل متجدد.
تحدثت الدكتورة قطاط القرمازي عن تحول الطريقة التقليدية للتعلم إلى تجربة شاملة تجمع بين المعارف المدرسية والأنشطة الثقافية، وذلك من خلال تبني مفهوم التعلم الرقمي الذي يتيح للطلاب التفاعل مع المعرفة والفن بأساليب متطورة ومبتكرة.
من جانبها، أشادت الدكتورة بدور الثورة الرقمية وتأثيرها الإيجابي في تعزيز التعليم عن بُعد وتوفير فرص التعلم للجميع بغض النظر عن القيود الجغرافية أو الاجتماعية، ولا يمكن تجاهل دور التكنولوجيا في إنشاء سيناريوهات تعلم تفاعلية ومبتكرة تعزز تفاعل المعلمين والطلاب.
من هنا، تبرز أهمية تكامل التكنولوجيا والثقافة في صياغة مستقبل التعليم والفنون، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي فرصة للتطوير وليس تهديدا، وذلك من خلال استثمار القوة الإيجابية للتكنولوجيا في تعزيز الإبداع والتفكير النقدي.
في نهاية المطاف، يجسد المؤتمر العالمي لتعليم الثقافة والفنون منصة للتفكير والتبادل حول كيفية دمج التكنولوجيا والثقافة في بنية التعليم، بهدف توفير تجارب تعليمية متميزة وملهمة لجميع الأطراف المعنية، ومن خلال الاستفادة من التجارب الناجحة وتطبيق السياسات الفعّالة، يمكن تحقيق رؤية مستقبلية تجمع بين الثقافة والفنون والتكنولوجيا في خدمة التعليم والتنمية المستدامة.
بقلم : إيمان مزريقي