الثقافة و الترفيه، معلومات و ثقافة عامة | توانسة

توجهت الأنظار نحو مدينة جندوبة في صباح يوم 8 مارس 2024، حيث استضاف المركب الثقافي "عمر السعيدي" ندوة فريدة من نوعها تحت عنوان "آليات بعث شركات أهلية في المجال الثقافي"، وقد شهد الحدث حضور العديد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك السيد والي جندوبة والسيد المعتمد الأول، وبحضور السيدة راضية عامري مديرة إدارة البرمجة والتخطيط بوزارة الشؤون الثقافية، ومبعوثة السيدة وزيرة الشؤون الثقافية، بالإضافة إلى المعتمدين ومديري الإدارات الجهوية.

تأتي هذه الندوة بالتعاون بين المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة وجمعية أحباء المكتبة والكتاب بجندوبة، بهدف استكشاف آليات بعث شركات أهلية في المجال الثقافي، وقد تم تدشين معرض الخدمات البنكية والاستثمارية والحوافز التشغيلية للمختلف الإدارات الجهوية والمنظمات والجمعيات المشاركة، بالإضافة إلى معرض الانتاجات الفلاحية والحرفية للمرأة الريفية، وجاء ذلك في إطار احتفال الندوة باليوم العالمي للمرأة، الذي يعكس التزامها بتعزيز دور المرأة في المجال الثقافي وتشجيعها على المشاركة الفعّالة في الاقتصاد البرتقالي والابداعي.

تناولت المداخلات المقدمة خلال الندوة مواضيع متنوعة وهامة، حيث قدّم السيد محمد الرحالي المدير الجهوي للتشغيل والتكوين عرضًا سمعيًا بصريًا للمرسوم الحكومي رقم 15 لعام 2022 المتعلق بالشركات الأهلية، كما قدّم السيد نعمان الحباسي المدير العام المكلّف بالمركز الوطني للسينما والصورة والسيدة سامية شلبي، خبيرة ممثّلة عن كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية، مداخلات حول آليات بعث شركات أهلية في المجال السينمائي والاقتصاد البرتقالي أو الابداعي.

تمحورت المناقشات حول أهمية بعث الشركات الأهلية في المجال الثقافي ودورها في تعزيز التنمية الاقتصادية والثقافية لتونس،كما تم تسليط الضوء على الفرص والتحديات التي تواجه رواد الأعمال الثقافيين والمبدعين في تأسيس شركاتهم الخاصة، و تم تبادل الخبرات والمعرفة بين المتحدثين والحضور فيما يتعلق بالإجراءات القانونية والإدارية اللازمة لإنشاء شركات أهلية في المجال الثقافي.

تم التأكيد على ضرورة توفير بيئة مشجعة وداعمة للشركات الأهلية في المجال الثقافي، بما في ذلك تسهيل الإجراءات الإدارية وتوفير التمويل والدعم الفني والتقني، كما تم التأكيد على أهمية تطوير استراتيجيات التسويق والترويج للمنتجات الثقافية، وتعزيز التعاون والتواصل بين الشركات الأهلية والجهات الحكومية والمؤسسات الثقافية.

تمحورت بعض المداخلات حول دور المرأة في ريادة الأعمال الثقافية وتحدياتها، وتم تسليط الضوء على أمثلة ناجحة لنساء رواد أعمال في المجال الثقافي، كما تم التأكيد على ضرورة توفير فرص متساوية ودعم مستدام للمرأة في هذا القطاع.

في نهاية الندوة، أعرب الحضور عن تفاؤلهم وثقتهم في قدرة الشركات الأهلية في المجال الثقافي على تحقيق التنمية المستدامة وتطوير الاقتصاد الثقافي في تونس، وتم التأكيد على أن هذه الندوة تمثل بداية لمسيرة جديدة تهدف إلى بناء بيئة مشجعة وداعمة لرواد الأعمال الثقافيين في البلاد.

تجسد هذه الندوة التطلعات المستقبلية لتونس في تعزيز القطاع الثقافي وتشجيع ريادة الأعمال الثقافية، وتعتبر بداية جديدة للشركات الأهلية في المجال الثقافي لتكون رافدًا هاما للتنمية الاقتصادية والثقافية للبلاد.

إيمان مزريقي