كانت مهرجانات طبرقة تستضيف مجموعة من العمالقة في عالم الفن والثقافة، حيث كانت سهراتها تزخر بالعروض الفنية المتنوعة، بما في ذلك العروض المسرحية، العروض الموسيقية، عروض الرقص التقليدية والمعاصرة.
مهرجان طبرقة الدولي أو شيخ المهرجانات أصبح اشبه منه بمهرجان محلي لا يمكن تدويله في مسرح البحر العظيم، ومهرجان الجاز الذي لا يمكن انتظاره بسبب حجبه في اكثر من مناسبة وان انتظم فهي الطامة الكبرى بمستوى العروض الهزيل مقارنة بالماضي، مهرجان الصالصا الذي لم نعد نسمع حتى تاريخه وكأن لم يكن، مهرجان موسيقى العالم اندثر كليا وايضا مهرجان الراي الذي استقطب أهم نجوم هذا اللون الموسيقى لم يعد له وجود ويا خيبة المسعى لم تواصل هذا النزيف.
تعتبر طبرقة من المدن التاريخية في تونس، وكانت مهرجاناتها تعكس تراثها الثقافي الغني وتنوعه. كانت هذه المهرجانات فرصة لعرض التراث الثقافي للمدينة وللبلاد بشكل عام، وكذلك لتعزيز الحوار الثقافي بين الفنانين والمبدعين، وايضا تحرك الدورة الاقتصادية والسياحة الدولية والداخلية للمدينة.
من بين العمالقة الذين أثثوا سهرات مهرجانات طبرقة كانوا عدد من الفنانين والموسيقيين والمسرحيين والكتّاب البارزين في تونس والعالم العربي، مما جعل هذه المهرجانات محط أنظار الجماهير والمهتمين بالثقافة والفن. ومع مرور السنوات، ازدادت مهرجانات طبرقة شهرة وتأثيرًا، حتى أصبحت واحدة من الوجهات الثقافية الرئيسية في تونس.
بعد رحيل الرمز الثقافي جيلاني الدبوسي، يبدو أن مدينة طبرقة تواجه فترة من الانكماش الثقافي والفني، حيث شهدت اندثارًا تدريجيًا لمهرجاناتها المميزة التي كانت تعتبر محورًا أساسيًا في حياة الثقافة والفن في المدينة. يعود هذا الفشل الذريع إلى عدة عوامل، منها سوء التصرف والعبث بالمال العام، وفشل الهيئات المديرة في تقديم رؤية فعّالة للحفاظ على التراث الثقافي والفني للمدينة.
تعاقب الهيئات المديرة الفاشلة:
تشير التقارير إلى أن تعاقب الهيئات المديرة الفاشلة ساهم في تفاقم الوضع الثقافي والفني في طبرقة. فبدلًا من التفاهم والتعاون لتحسين الأوضاع الثقافية، شهدت المدينة تعاقبًا مستمرًا لهيئات مديرة لم تستوعب دروس الفشل السابقة، مما أثر سلبًا على تنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية.
ارتفاع المديونية وسوء التعامل مع الموارد:
تزايدت قيمة المديونية في طبرقة بسبب سوء التعامل مع الموارد المالية وعدم الاستفادة بالأمثل منها في تنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية. فقد عانت المدينة من ارتفاع التكاليف وتكبد خسائر مالية بسبب سوء التصرف وغياب الرقابة المالية.
ضرورة استقطاب الكفاءات وإعادة هيكلة التنظيم:
لا بد من الاستفادة من الخبرات والكفاءات المتاحة لإعادة بناء الحياة الثقافية والفنية في طبرقة. يجب إعادة هيكلة التنظيم الثقافي والفني للمدينة وضمان توفير الدعم المالي واللوجستي اللازم لتنظيم المهرجانات بشكل فعّال ومثمر.
يتطلب الحفاظ على الحياة الثقافية والفنية في طبرقة تضافر الجهود والتعاون بين المؤسسات المحلية والحكومة المركزية، وضمان الشفافية والمساءلة في إدارة الموارد المالية. يجب أن يكون الهدف النهائي تعزيز الهوية الثقافية والفنية للمدينة وتعزيز دورها كمركز ثقافي وفني متميز في المنطقة.