تاريخ الحركات الوطنية والنضالات الثورية يحمل العديد من الأحداث البارزة والمشهودة لها في الذاكرة الوطنية، ومع ذلك، هناك أحداث كانت ربما تعتبر حلقات منسية في تاريخ هذا النضال، ومن بين هذه الحلقات المنسية تأتي أحداث وادي مليز في تاريخ 4/04/1938.
في هذا اليوم، ووكل سنة، يتم الاحتفال بهذه الذكرى المؤلمة التي شهدت تضحيات جسامى قدمها مناضلون من ولاية جندوبة في سبيل الحرية والاستقلال، وتبرز هذه السنة بصدور كتاب مرجعي هام بعنوان "وادي مليز... الحلقة المنسية في تاريخ الحركة الوطنية"، للأستاذ محمد لغماري الوصلي.
إن هذا الكتاب الذي صدر عن دار المنارة للنشر يمثل مساهمة هامة في إبراز الدور الذي لعبه مناضلو ولاية جندوبة في الحركة التحريرية منذ ثلاثينات القرن الماضي، اذ يقدم الأستاذ محمد الوصلي من خلال هذا العمل البحثي الدقيق والمعمق نظرة متكاملة عن الأحداث التي وقعت في وادي مليز وأثرها على تطور النضال الوطني.
إن تأليف هذا الكتاب يعكس الجهود المتواصلة التي بذلها الأستاذ محمد الوصلي لإحياء التاريخ الوطني وتسليط الضوء على الأحداث التي قد تكون قد غابت عن الأضواء، ويأتي هذا الإصدار بعد صدور كتابه السابق "غار الدماء... قاعدة خلفية للثورة الجزائرية" الذي لاقى استحسانا كبيرل وترحيبا واسعا من القراء.
وفي هذا السياق، نتطلع بشوق لإصدار كتابه المستقبلي الذي يعنى ببلدية غار الدماء، والذي سيسلط الضوء على الأحداث التي جرت في هذه المنطقة ودورها في النضال الوطني، إن هذه المؤلفات الثقافية والتاريخية التي يقدمها الأستاذ محمد الوصلي تعكس رغبته الشديدة في إحياء الذاكرة التاريخية وتسليط الضوء على الشخصيات والأحداث التي قد تكون قد تم تجاهلها لفترة طويلة .
ايمان مزريقي