في نخوة واعتزاز يحيي آهالي واطارات ولاية جندوبة عامة ومعتمدية وادي مليز خاصة يوم 4 أفريل الجاري فعاليات الذكرى 85 لحوادث 4 أفريل 1938 النضالية والتي كانت الشرارة الاولى لحوادث 9 أفريل 1938 التاريخية النضالية التي طالبت باستقلال البلاد وببرلمان تونسي.
وقد أعدّت الادارات والسلط المحلية وهياكل المجتمع المدني برنامجا احتفاليا تتضمن فقراته مجموعة من الانشطة الثقافية تنظمها المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة بالشراكة مع المكتبة العمومية بوادي مليز وجمعية أحبّاء دور الثقافة.
وفي هذا الاطار ووسط استعراض جماهيري يؤثثه كرنفال "بلاريجيا" لمركز الفنون الدرامية والركحية بجندوبة يشرف والي جندوبة سمير كوكة رفقة المعتمد الاول الطيب الدريدي وبمشاركة السلط الجهوية والمحلية وأعضاء مجلس نواب الشعب والكتّاب العامين المكلّفين بتسيير البلديات والمعتمدين وممثّلي المنظمات الوطنية وهياكل المجتمع المدني يوم 4 أفريل الجاري على اليوم الرسمي لهذه الاحتفالات من خلال تحية العلم والاستماع الى النشيد الرسمي ووضع إكليل من الزهور على ضريح الشهداء وسط تشكيلات أمنية وعسكرية ثم يدشّن بفضاء نادي الاطفال بوادي مليز معرض صور تاريخية عن الحركة النضالية الوطنية ومعرض لكتب تاريخية من رصيد المكتبة العمومية ويتابع مداخلة للتعريف بتاريخية الحدث يقدّمها الاستاذ الحبيب معزاوي ليشرف إثر ذلك على حفل توقيع كتاب "غار الدماء قاعدة خلفية للثورة الجزائرية بامتياز: 1954- 1962م "لمؤلّفه محمد غماري الوصلي كما يشرف على تكريم عدد من المناضلين ويتابع إثر ذلك عرضا للأزياء التقليدية ومسابقات في الرسم والتعبير الكتابي عن الحدث تتوّج بتوزيع الجواز على الفائزين فيها.
ونظرا لتزامن هذه الاحتفالات مع شهر رمضان المبارك تكون السهرة ذات خصوصية تراثية مع عرض لقادرية سيدي عبيد باحدى مقاهي وسط مدينة وادي مليز.
يذكر انه يوم 4 افريل 1938 كان الشعب التونسي على موعد مع ملحمة تاريخية نضالية في يوم عظيم وخالد انطلق من وادي مليز التي شهدت يومها مظاهرات ضخمة وايقافات عديدة في صفوف قيادات الحركة الوطنية وأعضاء الديوان السياسي والمجلس الأعلى وإلصاق تهم كيدية لهم حيث خرج أبناء هذه المنطقة الوديعة المناضلة الى الشوارع متحدين بطش المستعمر الفرنسي وجبروته منادين باستقلال البلاد معرّضين أنفسهم الى القمع الوحشي من طرف الجيش الفرنسي الذي قام بإيقافات عديدة في صفوف قيادات الحركة الوطنية بوادي مليز وهي احداث تنصهر في سياق متّصل بتصعيد نوعي في نضال الحركة الوطنية والذي تأجج إثر طرد المناضل علي بلهوان من الصادقية يوم 2 أفريل عقابا له على تحرّكه الوطني النضالي مما أدّى الى تعاطف فوري من تلامذة الصادقية والذين انضمّ لهم في هذا التحرّك طلبة الزيتونة بعد تأسيسهم للجنة الاتحاد الزيتوني المدرسي من أجل تنسيق العمل النضالي الوطني الطلابي.
ويشار الى ان احياء هذه الذكرى النضالية يندرج ضمن حرص السلط الجهوية واهالي المنطقة على ضرورة تصحيح مسار التاريخ باعادة كتابته وحفظه والاعتراف بنضالات ابناء الجهة ودورهم في الحركة الوطنية في اعتراف معنوي لهؤلاء المناضلين وتكريم لهم وطنيا وكذلك تكريس منوال تنموي عادل لجهة كانت في الصفوف الامامية وتستحق أن تنال حظها من التنمية بما يغير واقعها الاقتصادي والاجتماعي والتشغيلي.