بعد مسيرة حافلة بالإصدارات الشعرية والقصصية، يُطلّ الأديب والمربي فؤاد حمدي على قرّائه الصغار بمجموعة قصصية جديدة بعنوان "عبق المروج". هذا الإصدار، الصادر عن دار ميارة للنشر والتوزيع، يُضاف إلى قائمة أعماله السابقة مثل "وأظل أبحث عن فرح" (2001) و"هديل الفؤاد" (2005) و"القدّاس" (2015)، ومجموعته الأولى للأطفال "دروب النرجس" (2023).
مقالات ذات صلة:
خيمة المطالعة بالوسط الريفي: تظاهرة ثقافية تفتح أبواب الإبداع للأطفال خلال عطلة ديسمبر
مَنح الأطفال حرّيّة الاختيار.. الكيفيّة الصحيحة لتطبيق هذا الأسلوب التربويّ وفوائده
من أجل مجتمع متماسك: وزارة الأسرة تطلق برنامجًا وطنيًا لإسعاد الأطفال خلال عطلة الشتاء
قصص الأطفال... نافذة على القيم والمواطنة
تتضمن المجموعة الجديدة ست قصص مترابطة تعكس حب الكاتب لوطنه وارتباطه بجذوره. أبطال هذه القصص هم أطفال يعيشون في قرية الكاتب الأصلية "بلطة"، حيث يُبرز المؤلف دورهم كمبادرين وقادة رأي في مجتمعهم.
"خبز أمي": قصة عن الطموح والعمل، حيث يساعد ماجد والدته على تطوير مشروعها في بيع الخبز، ملهمًا إياها لتغيير طريقة عملها التقليدية.
"جبل القطران": قصة تعاون أهل القرية لمساعدة جارهم الذي فقد شاته، مما يُبرز قيم التآزر والمواطنة.
"نهر الحليب": تحكي عن حلم أطفال القرية ببناء مصنع للأجبان لتحويل فائض الحليب إلى مورد رزق.
"نار المخيم": مغامرة كشافة تُظهر التعاون وروح الفريق في مواجهة التحديات.
"ألعب أو أُخذ كرتي": تعكس ذكريات طفولة الكاتب وتتناول دروسًا عن رفض الأنانية ونقل القيم الإيجابية.
"يكاد زيتها يضيء": تسلط الضوء على شجرة الزيتون من خلال فكرة إطلاق مهرجان لتعزيز السياحة والثقافة في القرية.
أدب الطفل: حنين للماضي وأمل للمستقبل
تُعيد القصص تفاصيل الحياة الريفية في بلطة، بين الجبال والعيون الطبيعية، لتأخذ الكبار إلى ذكريات طفولتهم وتُلهم الصغار بأحلام تحمل قيمًا إنسانية ووطنية.
إضافة نوعية لأدب الناشئة
"عبق المروج" ليست مجرد مجموعة قصصية بل هي دعوة لاستكشاف أغوار الريف التونسي الجميل، ولتعزيز قيم المواطنة والطموح لدى الناشئة من عمر 8 إلى 13 سنة. بإبداع متفرد، يؤكد فؤاد حمدي مكانته ككاتب ملتزم بتربية الأجيال، جامعًا بين الرسائل التربوية والسرد الأدبي في قالب ممتع ومؤثر.
هذه المجموعة الجديدة تثري المكتبة التونسية وتُعزز مكانة أدب الطفل، حيث تُحاكي أحلام الصغار وتوقظ الحنين لدى الكبار، وتُذكّرنا بجمال قُرانا وطبيعتنا وهويتنا.