عبد القادر بن عثمان يحتفي بإبداعه في منزل تميم ويُحيي الأمل في جيل قارئ ومفكّر
في مشهدٍ نادر ومُفعم بالدهشة والبهجة، تحوّل أحد فصول معهد 7 أفريل بمنزل تميم إلى ورشة فكرية نابضة بالحياة، احتفى فيها الأديب والناقد عبد القادر بن عثمان بمؤلفه الجديد "محرقة السوس - أغاني الحياة 2"، وسط حشد من التلاميذ الذين قلبوا كل الأفكار المسبقة رأسًا على عقب.
اللقاء، الذي بادر بتنظيمه الأستاذ وليد بن المكي، لم يكن مجرد حصة مطالعة عادية، بل حدثًا ثقافيًا استثنائيًا أثبت أن المربي حين يؤمن برسالته ويزرع بذور الحب في عقول الناشئة، تنبت السنابل... لا طبلًا فارغًا!
مفاجآت من طراز ثقيل
الكاتب، الذي حل ضيفًا على الفصل بصفته الأدبية لا المهنية، عبّر عن انبهاره العميق من مستوى التحضير الذي بلغه التلاميذ: قراءة معمقة، أسئلة موزعة على ثلاثة مستويات (فني، دلالي، وواقعي)، ومسرحة لقِصتين من المجموعة، أداها التلاميذ بحماس وإتقان لافتين.
قال بن عثمان: "لقد تحوّل الفصل إلى ورشة حياة حقيقية، لا مجرد ورشة قراءة. ما شهدته هناك يُعادل ما يمكن أن يعيشه الكاتب في ندوة دولية راقية."
لحظة تكريم نادرة
التلاميذ لم يقرأوا فحسب، بل ناقشوا، حلّلوا، وجادلوا. ستة عشر تلميذًا وتلميذة دخلوا في حوار مفتوح مع الكاتب، بعضهم فاجأه بدقة الأسئلة وجرأة الطرح. وحتى بعض الأولياء كانوا حاضرين، مساندين لأبنائهم في تجربة ثقافية لا تُنسى.
حين يُصبح المعهد منبرًا للإبداع
الكاتب لم يُخفِ تأثّره، قائلاً: "من يعتقد أن هذا الجيل لا يقرأ، لم يلتقِ بعد بمربٍ مثل وليد بن المكي ولا بتلاميذه. اليوم أدركت أن الأمل باقٍ، وأن التربية حين تقترن بالشغف تخلق المعجزات."
وفي ختام اللقاء، بدا واضحًا أن "محرقة السوس" لم تعد مجرد مجموعة قصصية، بل جسراً بين كاتب وجيل يبحث عن مكان له في عالم المعرفة.
في زمن يُقال فيه إن الأدب يحتضر، أثبت تلاميذ معهد 7 أفريل بمنزل تميم أنهم ليسوا فقط قرّاء، بل شركاء في صناعة الحياة والفكر. وبين سطور "محرقة السوس"، لم تُحرَق السوس فحسب، بل اشتعلت شعلة الأمل من جديد.