اختر لغتك

مواليد الشتاء انطوائيون وأكثر عرضة للأمراض النفسية

مواليد الشتاء انطوائيون وأكثر عرضة للأمراض النفسية

كثيرا ما نسمع من يقول “أنا كائن شتوي”، أو “أنا كائن صيفي”، دون أن ندري ما هي الأسباب التي تجعل الإنسان يفضل طقسا دون آخر، أو تزدهر صحته البدنية والنفسية والإنتاجية وقدراته الإبداعية، في فصل بعينه، لكن البعض من الخبراء يذهبون إلى أن “الفلك” والأبراج، هما سبب كل ذلك.

 

القاهرة – لا شك أن الكثير منا يؤثر عليهم الطقس الشتوي بشكل سيء، وتتعبهم درجات الحرارة المنخفضة بشكل كبير، فتُحد من نشاطهم، وتقلل من إنتاجهم الإبداعي والفكري، وتسبب لهم ساعات النهار الشتوي القصيرة حالة من الخمول والكسل والانزواء تحت الأغطية الثقيلة، أو الإقبال على الأطعمة بشراهة، لتعويض حالة الملل التي يمرون بها، على عكس ما يحدث معهم في فصل الصيف، من انطلاق وحيوية وإيجابية، ورغبة في العمل والتفاعل الاجتماعي.

وعلى خلاف هؤلاء، نجد أشخاصا آخرين، ترتفع حالاتهم المعنوية في الشتاء، ويفاجئونك بأنهم يصبحون أكثر نشاطا وانطلاقا في هذا الفصل، على عكس فصل الصيف، الذي يمتعضون منه، ويحملونه مسؤولية خمولهم وزهقهم.

خبراء في علم الفلك، وجدوا علاقة وثيقة بين مواليد أشهر الشتاء وحبهم لهذا الفصل، بينما مواليد فصل الصيف يكرهون الشتاء وبرودة أجوائه، حتى أنهم لا يفضلون الزواج فيه، وإذا ما أنجبت المرأة الصيفية (إذا جاز التعبير) في فصل الشتاء، فإنها تكون أكثر عرضة للاكتئاب والمزاج النفسي السيء، وتتعامل مع صغيرها بشكل أكثر تعقيدا من الأم المحبة للشتاء، والتي تصطحب طفلها، منطلقة ومحبة للشمس الشتوية الدافئة، والجو الممطر الرائع الذي ينعشها.

دراسات عدة أشارت إلى أن الأبراج الفلكية، هي السبب في حب أو كره فصل الشتاء، وهذا ما أكدته خبيرة علم الأبراج، عبير فؤاد، وقالت لـ”العرب” إن تلك المعلومة صحيحة إلى حد كبير، فالمواليد الذين يولدون في الشتاء، (في التوقيت من 22 ديسمبر حتى 19 فبراير)، ينتمون إلى برج الجدي، (من 22 ديسمبر حتى 20 يناير)، وبرج الدلو( من 21 يناير حتى 19 فبراير)، وتكون الشمس في أبراجهم الفلكية، ما يمنحهم نشاطا ودفئا وحيوية، فيكونون في أفضل أمزجتهم النفسية.

وأضافت أن هذا لا يمنع من أن تكون هناك حالات فردية استثنائية من مواليد الشتاء، إذ لا يندمجون مع جو الشتاء، رغم أن الشمس تدور في فلكهم في هذا التوقيت، إلا أننا نجدهم يعانون من حالة عدم التفاعل، ويرجع ذلك إلى تداخل أعراض بيئية ونفسية تخللتهم خلال مراحل حياتهم.

وأشارت إلى أن مواليد الخريف، حيث برج الميزان، (من 23 سبتمبر إلى 22 أكتوبر)، ينتمون إلى الوقت الذي يكون فيه عدد ساعات النهار متساويا لعدد ساعات الليل، وتكون أمزجتهم معتدلة للغاية، وشخصياتهم متوازنة.

وشرحت أن مواليد الشتاء عموما، تجمع بينهم صفات مشتركة، ومنها الغموض، وهم في ذلك يشبهون مواليد أبراج العقرب والدلو والجدي والقوس، (القوس من 23 نوفمبر حتى 21 ديسمبر)، أي في آخر الخريف وبداية الشتاء، كما أنهم يكونون أكثر جرأة وصراحة، وأميْل لقول الحقيقة من غيرهم، ولكنهم يحرصون، في الوقت ذاته، على كتم أسرارهم، وعدم الإعلان عن خططهم.

وفي دراسة حديثة، كشف علماء جامعة هارفارد الأميركية أن مواليد الشتاء يمتازون بعدة صفات بشرية تفضلهم عن مواليد الأشهر الأخرى، مثل كونهم أطول قامة، وأكثر ذكاء، وعزوا الصفة الأخيرة إلى أن أمهاتهم يمتلكن قدرا أكبر من فيتامين “د”، المعزز لخلايا الدماغ، والمتسبب في تحسين نسبة الذكاء.

فيما أوضحت دراسة أخرى أن مواليد شهر ديسمبر (وهو من أشهر الشتاء)، ربما يميلون إلى أن يكونوا أطباء أسنان، فيما يميل مواليد شهر يناير إلى أن يصبحوا أطباء في تخصصات أخرى، كالباطنة والصدر والقلب.

وعلى جانب آخر، أكد خبراء أن قلة التعرض لأشعة الشمس تجعل مواليد الشتاء يشعرون بالنكد، لذا فإن أطباء سويديين ينصحون الأم بتعريض طفلها لشمس الشتاء، مع تغطيته جيدا وتدفئته، وأكدوا أن هؤلاء الأطفال، يكونون أكثر ألفة وحميمية، ولهذا ينصحون أمهاتهم بأن يحتضنهم، ويقبلنهم كثيرا، لأنهم يكونون في حاجة إلى ذلك بشدة.

وقالت الدكتورة سها عيد، أستاذة علم “الفينج شوي”، لـ”العرب”، إن الأشخاص الذين لا يحبون الشتاء يكونون أكثر عرضة للاكتئاب، وتكون النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة به، لافتة إلى أن الخبراء أشاروا إلى أن اكتئاب الفصول يحدث بسبب قلة التعرض للشمس.

وأكدت أن النساء القابعات في المنازل في وقت الشتاء، بسبب صغارهن، يكن منغلقات على أنفسهن، وأكثر عرضة للأمراض النفسية.

وأوضحت بعض الدراسات الطبية أن من يكرهون فصل الشتاء، هم أكثر عرضة للأمراض النفسية، والتعرض لنكسات مرضية، تؤثر بالسلب على صحتهم البدنية والنفسية، على حد السواء.

وقالت هبة العيسوي، أستاذة الطب النفسي بجامعة عين شمس بمصر لـ”العرب”، إن البعض من الأشخاص يشعرون بالضيق الشديد، عندما يشاهدون الغيوم، ويسيطر عليهم إحساس الضيق والاختناق كلما اقترب وقت الغروب، وذلك بسبب انتهاء نهار الشتاء القصير، وحلول الظلام سريعا.

وفسرت هذا الأمر بأنه عندما تزيد الغيوم، وتقل نسبة سطوع الشمس في الشتاء، فإن ذلك يقلل من النواقل العصبية، ما يقلل من إفراز هرمون “الميلاتونين”، مما يتسبب في إصابة هؤلاء الأشخاص بالاكتئاب الشديد، الذي يسمى باكتئاب الفصول، إضافة إلى شعورهم بالحزن والهم وعدم استمتاعهم بحياتهم في الشتاء.

ولفتت إلى أن هؤلاء يشعرون بالعزلة والانطوائية الشديدتين، ويكونون غير مندمجين بالعمل، وكلما ازدادت حدة الاكتئاب، فإن هذا المريض، حينما يستيقظ في الصباح يشعر بمزاج أسوأ من الليل، وهناك البعض من الأدوية التي تستطيع علاج تلك الحالات المتأثرة بجو الشتاء، كما أنه يجب تعريضهم لجهاز بديل للشمس.

علاوة على هذا، فإن هناك أمراضا نفسية تصيب البعض من الأشخاص، منها الشيزوفرينيا (أي انفصام الشخصية)، والمفاجأة أن مواليد فصل الشتاء أكثر عرضة لها، بسبب أنهم يتعرضون للإصابة بفيروس معين يعزز الإصابة بذلك المرض، ولكن بشرط أن يكون هناك تاريخ مرضي في العائلة.

ويُضاف إلى ذلك، أن مرضى “الوسواس القهري”، يتعرضون لجفاف شديد في جلدهم في الشتاء، بسبب هوسهم بغسل أياديهم، والاستحمام في الشتاء في الجو البارد، وقد يصل هذا الجفاف من السوء حد التشقق في الجلد والنزيف، ما يستلزم علاجا طبيا، وربما نفسيا.

 

آخر الأخبار

الحكم بالسجن 9 سنوات لصهر بن علي في قضية فساد مالي

الحكم بالسجن 9 سنوات لصهر بن علي في قضية فساد مالي

الإصلاح التربوي في تونس: أزمة بنيوية تتطلب إعادة التفكير الجذري في المنظومة التعليمية

الإصلاح التربوي في تونس: أزمة بنيوية تتطلب إعادة التفكير الجذري في المنظومة التعليمية

السجن لرجل أعمال ورئيس جمعية رياضية بتهم فساد مالي

السجن لرجل أعمال ورئيس جمعية رياضية بتهم فساد مالي

ريادة الأعمال النسائية في تونس: نحو اقتصاد أخضر وشامل لتحقيق التنمية المستدامة

ريادة الأعمال النسائية في تونس: نحو اقتصاد أخضر وشامل لتحقيق التنمية المستدامة

تونس في المرتبة الثانية في هجرة الكفاءات: أزمة تهدد المستقبل وضرورة استراتيجية وطنية للحد منها

تونس في المرتبة الثانية في هجرة الكفاءات: أزمة تهدد المستقبل وضرورة استراتيجية وطنية للحد منها

Please publish modules in offcanvas position.