من منا لا يمتلك نقاط قوة؟ و من منا ليس له نقاط ضعف؟ نتأرجح كلنا فيما بينها و تتكون شخصية المرء بخليط منها. قد نتغلب على نقاط الضعف و نصبح اكثر ايجابية و قد نستسلم لها فنكون قريبا من الفشل و كل حسب ارادته و تكوينه.
يستحضرني موقف اذكر فيه ان مدرستنا سألتنا يوما كل عن نقاط ضعفه..قدمنا الاجابة على اوراق. و بدأت المدرسة تقرأ ما كتبنا...
نقطة ضعفي انفي الطويل!!!
نقطة ضعفي شعري الخشن!!
نقطة ضعفي طيبتي الزائدة! انا خجولة و لا اثق في نفسي!
أسوأ ما فيا تلقائيتي التي يفسرها الناس بصورة خاطئة.
أكره نفسي عندما أسرع لعمل الخير فالناس ما تستاهل!
لا أحب اللون الأخضر فهو لا يناسبني!!!!
و تعددت الاجابات...
تنهدت المدرسة و قالت لنا"مازال مبكرا لتفهموا".و اليوم ها اني افهم لاني نضجت.
فهمت أن العيوب ليست بهذه الشاكلة...ليتها كانت فقط طيبة زائدة أو تلقائية و إسراع لعمل الخير...ليته مجرد لون أخضر أو كل الألوان سنكون وقتها كلنا دون عيوب و بلا نقاط ضعف!!!
اليوم نضجنا و إنكسرنا و عشنا انواعا من المشاكل و تعلمنا ان نحدد نقاط ضعفنا و مكمن قوتنا.قد نرتكب أخطاء متتالية و لا نتعلم الدرس او نستسلم لأول فشل و قد تبدو مشتتا لا تدري ما تريد و لا اصرار لديك لتخطي الصعاب و تريد كل شئ جاهز و سهلا او انك لا تحسن التخطيط و لا تعرف كيف تدير وقتك فلا تستطيع مراقبة نفسك و السيطرة على انفعالاتك ترمي فشلك على من حولك و الواقع البائس و قد تحبسك عادة سيئة في زنزانتها لا تستطيع منها خلاصا، تخاف الناس و تكبلك العادات و تقاليد باليةو ربما يسكنك رهاب التغيير و التجديد،متكاسل عن تعلم مهارات جديدة،تريد النجاح دون ادني تضحيات تقدمها، قراراتك متسرعة أو انك حذر زيادة عن اللزوم لا تثق بأحد و الكل سيئ. و لعلك تعيش بلا مبالاة دون هدف لك في هذه الحياة.و ربما تنحرف للتدخين و المخدرات و سوء الخلق و غيرها و كلها نقاط ضعف تتوزع على الناس و الاجدر من يقوم نفسه و يرمم وهنها فكيف يكون ذلك؟
لا ضير أبدا في الإعتراف بنقاط الضعف و الأخطاء فالكمال لله...هذا الاقرار لابدا ان ان يترافق مع اصلاح لنقاط الضعف و استبدالها بنقاط قوةإبتداء من تهذيب النفس و تحريرها من الكسل و الخمول و التكبر و الغرور ف "توكيد الذات يحتاج كالجراحة إلى الدقة"/تيسير حسون .وقد إتفق كل المختصين في مجال التنمية الذاتية على ضرورة المرور بخمسة مراحل حتى يتم الإصلاح و من أجل الوصول إلى افضل النتائج وهي مرحلة المعالجة أولا،ثانيا التخطيط ثالثا التنمية الذاتية رابعا التنفيذ و خامسا التطوير.
إن معالجة الأخطاء المتتالية تجنبك الوقوع في خطأ جديد لان "الرجل الذي لا يصلح خطأه يرتكب خطأ جديدا"/كونفوشيوس ، خذ العبرة من الخطأبتقبله و إصلاح كل خلل و تسلح بالإرادة و الصبر و الثقة في قدرتك على التغيير "إفعل ما تستطيع مستخدما ما تملك أينما كنت "/روزفلت. لا تستسلم للفشل و الإحباط بل إعتبر الفشل هو أولى لبنات النجاح كما قال كريم الشاذلي. ف "لا شئ يتغير بل نحن نتغير"/هنري ديفد. إعمل على عدم إرضاء الناس فهي غاية لا تدرك و إحرص على استقلالك الفكري الذي سيحررك من سطوة تدخل من حولك في شؤونك لأن البرمجة الجاهزة و المسبقة تقزم افكارك و إنجازاتك لكن حافظ على الاإختلاف و عدم الإقصاء "لكي تتعامل مع الآخرين بطريقة فعالة يجب عليك ان تدرك اننا جميعا مختلفون في الطريقة التي نفهم بها العالم و نستخدم هذا الفهم كدليل يرشدنا الى الاتصال بالاخرين"/انتوني روبير.و إجعل التحكم و التأني و التمحيص عادة عقلية فالاذكياء يتعلمون من تجاربهم و تجارب الغير،و الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها و لا تحرمك الا بمقدار ما تحرم نفسك لانه "لاشئ يتغير بل نحن نتغير".
ولان "الفعل و ليس المعرفة هو الغاية العظمى من الحياة"/توماس هنري. وجب علينا تسخير معارفنا في ما نفعله تقويما لانفسنا و إتقان لعملنا فتختفي نقاط الضعف و تكتسب الجودة في العمل و هو ما يجعلنا ننجح و نتميز.فلا داعي لان نجعل نقاط ضعفنا مجرد زنزانة عجز تحبسنا بل ننطلق بالإصلاح و المعالجة و لا نتوقف ف"لا يهم بطؤك في السير طالما انك لا تتوقف عن السير"/كونفوشيوس