"العمل الثّقافي لم يعد من عمل الدّولة بل أصبح من مهامّ المجتمع المدني و الفاعلين المستقلين و الفنانين و ما على الوزارة المكلّفة بالثّقافة إلا أن تقوم على تحفيزه و تيسيره لا غير" بهذه الكلمات قدّم الاستاذ بلال العبوّدي ممثّل وزارة الشّؤون الثّقافيّة والمنسّق الوطني لبرنامج دعم قطاع الثّقافة بتونس لهذا اللقاء الصحفي الذي جمعه بجريدتنا "توانسة" حيث اعتبر ان هذا المشروع مموّل من طرف الاتّحاد الأوروبيّ مؤكّدا أنّ السّياسة الثّقافيّة الجديدة من مهامّها الرّئيسيّة أن تهيّأ الظّروف الملائمة لتشجيع الإبداع و تحفيزه و أن تدعّم الفاعلين الثقافيين سواء من الأفراد أو من المجتمع المدني أو من القطاع الخاصّ على تكريس تنوّع أشكال التّعبير الثّقافي و على ضمان الحقوق الثقافيّة المذكورة في دستور 2014 و إنفاذها بما فيها من تعزيز للامركزيّة الثّقافيّة و من ضمان لحرّية الإبداع.
وعدّد ضيفنا خلال هذا اللقاء المشاريع الجديدة المنفّذة مع الاتّحاد الاوروبي و منها مشروع التوأمة مع وزارة الثّقافة الفرنسيّة حول محور اللامركزيّة الثّقافيّة و كذلك مشروع "تفنّن" الهادف إلى تقديم منح مباشرة للمشاريع الثّقافيّة النابعة من الجمعيات و مختلف مكوّنات المجتمع المدني بهدف إدماج الثّقافة ضمن الدّورة الاقتصاديّة و الاجتماعيّة داخل الجهات هذا إضافة عن الإعلان عن الشّروع في تنفيذ برنامج " أوروبا المبدعة" بتونس و الذّي سيكون من مهامّه تطوير المشاريع الثّقافيّة الدّوليّة مع مساهمة كاملة للمجتمع المدني التونسي.
ونوّه محدثنا بالالتزام الجاد للاتّحاد الاوروبيّ بدعم قطاع الثّقافة بتونس ومن خلال مشاريع " شبكة انا ليند" " Réseau Anna Lindh" و مشروع " تفنّن: تونس المبدعة" و مشروع " التوأمة بين وزارة الشّؤون الثّقافيّة و وزارة الثّقافة الفرنسيّة" و مشروع SouthMed للسياسات الثّقافيّة و مشروع شبكة شباب المتوسّط " Mediterranean Youth 2521 " حول الإعلام و الشّباب و الذّي تشارك فيه كذلك منظّمة اليونسكو وبما يعزز مبدأ الثقافة للجميع وبما يكرّس الانفتاح و التّماسك و التّضامن وبما يهدف الى جعل قطاع الثّقافة مساهما في خلق مواطن للشّغل عبر مشاريع جديدة ترتكز على موارد تونسيّة متنوّعة.
وأشار محدّثنا كذلك الى أهمّ التحدّيات التي يمرّ بها القطاع الثّقافي و خاصّة منها كيفيّة تنويع التمويل من مصادر جديدة و خاصّة من القطاع الخاصّ وكذلك أهمّية وضع الاطر القانونيّة الملائمة لتشجيع الشّراكة بين القطاع العمومي و القطاع الخاصّ في إنجاز مشاريع ثقافيّة مشتركة.
وأبرز الاستاذ بلال العبودي في حوارنا هذا الإصلاحات الحاليّة التّي تقوم بها وزارة الشّؤون الثّقافيّة التونسية من خلال البرامج الوطنيّة الجديدة بما في ذلك مشاريع القوانين الجديدة و التّي من ضمنها الإطار القانوني للفنان و المهن الثّقافيّة و كذلك تطوير منظومة الدّعم هذا إضافة إلى تكريس تواجد القطاع الخاصّ بالعمل الثّقافي من خلال تشجيع بعث أكثر من 200 فضاء ثقافي خاصّ بالجهات و خاصّة من فئة الباعثين الشبان حاملي الشهادات العليا.
وأشار محدثنا كذلك الى أنه من أهم المشاريع الاوروبيّة التونسيّة برنامج دعم قطاع الثّقافة بتونس و الذّي يمثّل دعما أوروبيا للتوجّهات الجديدة للقطاع الثقافي بما يتلائم مع هدف إدماج الثّقافة في التنمية الاقتصاديّة و الاجتماعيّة بكامل تراب البلاد و دعم اللامركزيّة الثّقافيّة حيث يتكوّن من مشروع التوأمة بين وزارة الثّقافة الفرنسيّة و وزارة الشؤون الثّقافيّة التونسيّة و الّذي ساهم إلى حدّ الآن في إنجاز زيارات ميدانيّة لعدّة مسؤولين جهويين بالقطاع الثّقافي للإطّلاع على تجربة اللاّمركزيّة الثّقافيّة بفرنسا علاوة على مساهمة الخبراء الفرنسيين من خلال ملتقيات و اجتماعات مشتركة مع نظرائهم التونسيين بوزارة الشّؤون الثّقافيّة في تقديم تجارب و أدوات عمل جديدة لتطوير عمل الوزارة في عدّة محاور مرتبطة باللامركزيّة و منها الإتّصال الثّقافي و طرق الشراكة مع الفاعلين الثّقافيين و المجتمع المدني بالجهات و كيفيّة إعداد خرائط للموارد الثّقافيّة مع التدريب التدريجي على كيفيّة إدارة المشاريع الثّقافية و التّصرّف فيها ويتكوّن كذلك من مشروع "تفنّن" للمنح المباشرة المقدّمة للمشاريع الثّقافيّة و الذّي ساهم في تمويل عدد من المشاريع المقدّمة من طرف الجمعيات إذ بلغ التمويل الجملي 600 الف أورو (حوالي مليون و 800 ألف دينار) في الجزء الاول منه لـفائدة 20 مشروعا مع تطابقها لشروط وجود شراكة مع القطاع العمومي و استهداف الفئات ذات الخصوصيّة و منها فئة الشّباب و النّساء و الاطفال الى جانب تنويع أماكن المشاريع سواء دخل المدن او بالمناطق الحدوديّة و المناطق ذات التمييز الإيجابي و كذلك بالأرياف و أضاف محدثنا الى انه قد تم حاليا فتح الإعلان لطلبات تقديم المشاريع بعدّة محاور منها محور دعم الثّقافة بالجهات ، محور المهرجانات و التّراث و محور دعم الإبداع و تبلغ الميزانيّة الجمليّة المرصودة لكامل المشاريع حوالي 1 مليون و 500 ألف أورو (حوالي 4 مليون دينار تونسي).
منصف كريمي