برز اسم حاتم الحشيشة منذ سنة تقريبا في الساحة الثقافية وتحديدا منذ توليه ادراة مركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس رغم انه متورط في الفعل المسرحي منذ سنوات طويلة... في فترة تنظيم مركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس للمهرجان الوطني للمسرح التونسي والذي تميز حاتم الحشيشة في تنظيمه فنيا وتقنيا وخاصة استقطاب جمهور المسرح الذي كان كثيف العدد من الافتتاح الى الاختتام، اغتنمت فرصة لقائه فتحادثنا عن بداياته واعماله وطموحاته الفنية، كما تحادثنا عن اهدافه القريبة فاكتشفت في شخصيته انه رجل مدمن على الابداع الفني ويبدو انه لن يشفى أبدا.
* الاستاذ حاتم الحشيشة... لو تحدثنا قليلا عن مسيرتك المسرحية حتى يتعرف عليك اكثر قرائنا؟
- حاتم الحشيشة فنان مسرحي ميداني بالأساس... بدأت مسيرتي مع المسرح المدرسي والجامعي وكان مسرح الهواية محطة مهمة في حياتي، نشطت في 2 من اهم الجمعيات المسرحية، في جمعية عمار التونسي كانت بداياتي ثم جمعية الشيحية للفن المسرحي اين قدمت 4 مسرحيات للأطفال نصا واخراجا و4 مسرحيات للكهول.
تجربة مهمة جدا مكنتني من التمرس في الاخراج والتكوين ثم قضيت قرابة العشر سنوات في المركب الثقافي محمد الجموسي أين مارست الاخراج المسرحي وتكوين اجيال جديدة.
* لماذا لم نرى حاتم الحشيشة ممثلا على الخشبة على غرار زملائك الآخرين؟
- في الحقيقة كان اختيار مني لأني اؤمن بالتخصص، أدركت تميزي باكرا في الكتابة والاخراج قبل التمثيل... اجد حاتم الحشيشة أكثر كمخرج وكاتب.
* لو تحدثنا قليلا عن تكوينك المسرحي الاحترافي؟
- تكويني كان ميدانيا بدرجة اساسية من مشاركتي كمساعد مخرج مع الفنان صابر الحامي خاصة في اعماله الكبرى مثل "حسونة الليلي" و"الموال طيور الليل" و"عطشان يا صبايا" و"البرني وجوليات" والعديد من الأعمال الاخرى.
تعلمت من صابر الحامي كيفية التعامل مع المجموعات الكبيرة العدد والكتابة مع الممثل على الركح.. كما عملت مع صابر الحامي في الاعمال الكوميدية الموسيقية.
عملت ايضا كمساعد مخرج مع الفنانة منيرة الزكراوي والاستاذ الهاشمي العاتي.
* لو تحدثنا عن علاقتك بالإدارة؟
- عملت في الادارة مع الفنانة نصا بن حفصية في فترة ترأسها ادارة مركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس كموضب عام منذ سنة 2011 تعلمت في هذه الفترة طريقة التنظيم والادارة والعروض خارج اسوار المركز وافادتني بتشريكي في الادارة رغم تخوفي من قتل المبدع داخلي... لم تكن لي رغبة في الادارة بل كنت حالما بأعمال اخرى لكن بعد اصرارها وممارسة العمل الاداري اقتنعت بأن اواصل ما قام به اسلافي من تأسيس بموضعي الاداري وتشجيع الشباب على الابداع ومشاركتهم ايضا.
* ما هي اسباب غيابك عن انجاز اعمال مسرحية في الفترة الماضية؟
- صحيح، منذ سنة لم انجز اي عمل فني... لكني افكر جديا بإنجاز هذا قريبا... اما السبب فيعود لتفرغي التام لتأسيس المشروع الذي قبلت من أجله مقاليد الادارة وهو اعادة تهيئة الفضاء حتى يكون مهيأ لاستقطاب المسرحيين، ركح خارجي في الشارع، قاعة تمارين، قاعة القراءة، قاعة المعارض.
في فترات من الزمن احسسنا اننا في عزلة، نعرض لأنفسنا... باختصار اردت تحقيق هدف الثقافة للجميع في حي شعبي بتأسيس ورشات في مختلف المجالات الفنية: فن المهرج، كوميديا ديلارتي، الكتابة المسرحية، الاخراج المسرحي، الميم، فن الممثل، مسرح الأطفال في انتظار افكار اخرى.
حلمي هو خلق مركز تكوين من شباب الجهة في مختلف المجالات وتكثيف الانتاج وتنويعه واعطاء فرص لاكثر من مخرج، مختبر بمفهومه الحرفي للمخرجين الشبان.
* ماهي اهم انجازات مركز الفنون الدارمية والركحية منذ توليك الادارة؟
- حسب تقديري الشخصي من اهم الانجازات تأسيس برنامج شهري للقطع مع العروض المناسباتية وتركيز نهايات اسبوع مسرحية وهكذا يصبح ارتياد المسرح عادة.
كما أسسنا مهرجان صفاقس لمسرح الطفل في شهر مارس، وانجزنا تظاهرة للمسرح عيده احتفاء باليوم العالمي للمسرح امتد على مساحة 4 ايام واختتم يوم 27 مارس 2018، مهرجان الحكاية من 5 الى افريل، مسابقة في الميم والمونودرام من 8 الى 11 ماي، وليالي رمضان المسرحية، ملتقى التجارب الشابة، ومن 3 الى 5 اكتوبر قدمنا تظاهرة 1 2 3 مسرح، وانتهينا مؤخرا من المهرجان الوطني للمسرح التونسي وسنستعد لمهرجان المسرح العربي في دورته الثانية.
اما على صعيد الانتاج فأنتج مركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس مسرحية "الرزق السايب" انتاج ذاتي نص واخراج منير العلوي، كما انتجنا مسرحية "عالم الالعاب" موجهة للاطفال بدعم من وزارة الشؤون الثقافية ومسرحية "المهفات" نص واخراج الهاشمي العاتي بالشراكة مع القطب المسرحي وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية قدمت في عرضها ما قبل الاول في اختتام المهرجان الوطني للمسرح التونسي بالمسرح البلدي بصفاقس.