ضيفتي اليوم، استاذة موسيقى، درست الصحافة و الإعلام، عضو بالإتحاد العالمي للصحفيين المحترفين، لها تجارب إعلامية ثرية ومتنوعة، بداياتها كانت في برنامج "أنباؤنا" ثم سينما الطفل والشباب على قناة تونس 7، ثم كان لها ظهور على قناة 21 مع الأستاذ المنصف بن عبدالله في برنامج "تقاسيم على أوتار الجمال"، ثم في برنامج جمعياتي يخص المرأة، انتقلت بعد ذلك الى راديو تلفزيون العرب أين خاضت عدة تجارب أهمها الموجهة للأطفال مثل برنامج "ابجد هوز"، وبرنامج سينمائي "عين على السينما التونسية" وكانت تعد برنامجها بالاستعانة بخالها السيد الهادي خليل عميد النقاد السينمائيين في تونس... ثم عادت إلى التلفزة الوطنية وقدمت برامج تخص الأطفال... والتحقت بإذاعة شمس آف ام منذ أولى ذبذباتها في 27 سبتمبر 2010، وتعتبر هذا التاريخ حدثا مهما جدا لا يمكن أن يمحى من ذاكرتها أبدا، لانها تعتبرها صرحا شامخا تكن له كل المحبة و الإحترام.
ضيفتي اطلق عليها اسم "شموسة" وظل هذا الاسم يرافقها الى اليوم. هي الموهبة الفذة والصحفية الجميلة ذات الوجه التلفزي الصبوح والمشرق كريمة قاسم، أدعوكم أعزائي القراء إلى متابعة أطوار هذا الحوار...
* الصحفية كريمة قاسم أو كما يحلو للجميع "شموسة"، مساء النور والمحبة والسرور و كل عام وأنت بألف خير
- مساء الورد سليم، مساء الياسمين لكل قرائك الأفاضل في تونس و خارجها... سنة ميلادية جديدة مباركة على الجميع و شكرا لك على هذه الدعوة اللطيفة.
* شموسة، لو نتحدث عن شمس آف آم... ماذا بقي في البال؟
- البدايات في شمس آف آم كانت ببرنامج للأطفال بالتوازي مع مهنة التدريس بالنسبة لي في ذلك الوقت، ثم برنامج show شموسة، وبدأ الحلم يكبر في قلب شمس آف آم، وبدأت شموسة تكبر في قلب شمس آف آم... قدمت كل أنواع البرامج، صباحا،مساء ويوم الأحد: برنامج "الفوندو"، برامج "المرقوم"... و تتالت البرامج "الليلية" والصباحية... والمسائية ،..
شمس آف ام هي قطعة مني، أحبها، وتحبني... عشنا فيها أياما طويلة من النضالات، عشنا فيها الألم... لم نتحصل على مستحقاتنا لأشهر كثيرة... لكننا كنا عائلة كبيرة نشتغل بقلب الشخص الواحد... بمحبة كبيرة وغرام اكبر و صدق... يجمعنا نفس الحلم... تجمعنا نفس المحبة لهذه المؤسسة الإعلامية...
في شمس أف ام، اشتغل بكل بشاشة و تفاؤل ومحبة للمادة التي اقدمها وللمستمعين الذين أتوجه إليهم... اعمل بمقولة للوالد "حلي لسانك باش الناس الكل يكونوا وخيانك..".
Description image
Description image
Description image
Description image
Description image
Description image
Description image
Description image
* كيف كانت البدايات في عالم السلطة الرابعة؟
- البدايات كانت عندما كنت صغيرة، اتذكر المرحوم نجيب الخطاب، كنت ارافق الوالد عندما كنت صغيرة الى برنامج "انباؤنا" مع لطيفة غراد ومع الأستاذ أنور العياشي، كان نجيب الخطاب يقول "هذه البنية لها لمعة في أعينها"، قال لي: "سيكون لك شأن في الصحافة والاعلام"، وفعلا تلك الكلمة جعلتني أطمح اكثر وانظر الى الإمام وأحب هذا الميدان، والحمد لله كان في العائلة مثقف، السيد عبد العزيز قاسم، والخال الهادي خليل الدكتور والناقد السينمائي، كان لهما الفضل في عشقي للمجال الثقافي والفكري.
* كيف تقيمين تجاربك الإعلامية المتنوعة؟
- تجاربي متنوعة ومختلفة بين الإذاعة والتلفزة، طبعا هناك تجارب استفدت منها، وأخرى تحتاج إلى المراجعة والتصويب... ذلك هو الشأن المهني، أنت تجتهد، تخطئ و تصيب، احيانا تعتمد في شغلك على "الأخذ بالخاطر" وهذا غير جيد في نظري ولابد من المهنية والحرفية... في وقت من الأوقات يجب ان تضع الميزان نصب عينيك وتقيم الإيجابي والسلبي في مشوارك المهني، وتحاول أن تكون أكثر إيجابية في تجاربك القادمة وتحاول ان تحذف النقاط السلبية التي يمكن ان تتواصل في مشوارك الإعلامي... لا بد من التقييم الذاتي للمشروع المهني.
اما عن مسيرتي التلفزية، بكل صراحة يا سليم أفتخر بكل عمل قمت به.. و صولاتي و جولاتي يعرفها الجميع، والحمدلله محبوبة لدى الناس في كل مادة إعلامية اقدمها.. .حتى الادعية التي أكتبها تجدها على التيكتوك والناس منبهرون بالكلام الذي أنتقيه و أخاطبهم به...
الحمدلله منحني المولى موهبة أعتز بها وأسلوب لا يشبه أحدا، أما بالنسبة لظهوري التلفزي، احبذ دائما أن يكون مدروسا... وان يكون لائقا ومحترما... انا الان موجودة في قناة الجنوبية، وفخورة بتواجدي في أسرة إعلامية جديدة تقوم على الإحترام والتقدير والتشاور بين الجميع في ورشات عمل مستمرة.
* لو نتحدث عن برنامجك على قناة الجنوبية؟
- انا اقدم على قناة الجنوبية برنامج "العجار" أتحدث فيه عن تونس البية، وأهم معالمها التاريخية وتراثها الحضاري، وعاداتها، وتقاليدها، وقدمت مدينة الكاف، تستور، ثم مدينة قرقنة،.. كما انتقلنا إلى الجنوب التونسي وقمنا بالتصوير هناك ...
وان شاء الله برنامج جديد بدخول السنة الجديدة أسمه Bon_ plan، وهو برنامج اقتصادي يستقطب المستثمرين، أصحاب المؤسسات، والشركات مرحب بهم في برنامجي، ليتحدثوا عن تجاربهم المهنية و ليسوقوا لمنتوجاتهم، وانا سعيدة بتواجدي في قناة الجنوبية لأنها تحترم الكفاءات.
* هل نقول ابتدأ المشوار أو آه يا خوفي من نهاية المشوار كما غنى العندليب؟
- شمس اف ام هي جزء مني كما قلت لك يا سليم، هي الحلم الذي كبر فينا و شموسة كبرت مع شمس آف آم، هي مخزن لإنتاج الأفكار... شمس اف ام هي العائلة الواحدة، صراحة بقيت مخلصة جدا لشمس اف ام واحمل اسمها "شموسة" حتى عندما اشتغلت مع جوهرة آف آم واصلت بنفس الاسم شموسة رغم انني قدمت عددا من البرامج في رمضان...
انت الآن يا سليم باش تبكيني بهذا السؤال ، والله البارحة بكيت ...
صدقني يا سليم كل الذين تداولوا عليها ساهموا في تدميرها من هنا او من هناك... و شتتوا برامجها... للاسف الشديد...
* كيف تلقيت خبر الإلحاق بالإذاعة الوطنية؟
- صراحة... كانت صدمة يا سليم خبر بمثابة الصاعقة بالنسبة لي (اللطف عليك شموسة) ...!! لا..لا ... لن يكون الحل بهذه الطريقة بالنسبة لي... مع كل احترامي وتقديري لكل العاملين بالإذاعة الوطنية، لكن لكل منا خطه التحريري، ولكل منا توجهه الفكري، وطريقة عمله، تعرف يا سليم "عبارة واحد قاعد في داره والآخر صدم عليه".
كنت أود أن يكون الإصلاح من الداخل بأبنائها لتستعيد بريقها واشعاعها من جديد، بالنسبة لي هذا القرار عبارة عن غروب الشمس... تلاعبوا بنا...و حولونا الى حالات اجتماعية، المريض... والذي لا يجد ثمن الدواء... العاجز عن دفع معلوم الكراء... ما ذا سأحكي وماذا سأقول... شيء مؤلم حقا يا سليم ما أصاب أبناء شمس آف آم... الله غالب يا سليم ينهمر فيض من الدمع... ويبكي القلب ألما وحبا لشمس آف آم...
كنا صابرين... ننتظر حلا لهذه الوضعية الصعبة، كل الذين تداولوا عليها ساهموا في إغراقها، وافلاسها، وتشتيت أبنائها وتحويلهم الى حالات اجتماعية، ليس حلا بالنسبة لي للمشهد الإعلامي الثري والمختلف، يعني سنعمل في خط تحريري واحد وسيكون الجميع متشابهين..!!
للاسف اقول خسارة...لانه ليس الحل الأفضل والانجع...
* ألا يمكن ان يكون الالحاق حلا للحالات الاجتماعية التي تحدثت عنها؟
- على اي أساس هذا الإلحاق، يا سليم...؟! كان الأجدر ان يقع الإصلاح من الداخل، كان من الأفضل أن يقع تقنين الاشهار ليكون للجميع نفس الحظوظ ، موش ناس سنة وناس فرض!... يعني وداعا شمس آف آم!!!؟ هكذا بهذه الطريقة ننهي مسيرة 14 سنة من التميز والنجاحات الكبرى؟ كانت صرحا فهوت ...!! للأسف الشديد ... خسارة والله... سيبقى الاسم والذكريات...فقط ... كان يمكن أن تقع استشارة أبناء شمس آف ام، 14 سنة الذين اشتغلوا بكل حرفية ومحبة لهذه المؤسسة تحت خط تحريري مغاير، ما عليه في الإذاعة الوطنية، كيف سيشتغل أبناء شمس آف آم في الإذاعة الوطنية،؟!
* ماذا تتابعين من برامج الاصدقاء و الزملاء؟
- صدقا يا سليم، لا أتابع البرامج الإذاعية بمعنى المتابعة المتواصلة واليومية... لا... وانما استمع الى بعض البرامج الإذاعية أحيانا مثل "ميدي شو" لإلياس الغربي أو 60 دق لخلود المبروك... كما أصبحت ابحث عن الموسيقى فقط ولا أرغب في الاستماع إلى الكلام ....
تلفزيا ... اتابع كل الأخبار عن القضية الفلسطينية وما يحدث على الأراضي الفلسطينية واخواننا في غزة... عبر القنوات العربية أو الأجنبية...
وان شاءالله ربي ينصرهم يا رب العالمين
* ماهي خطواتك القادمة شموسة ؟
- انا واقعية يا سليم علمتني الحياة ان لا اضع سقفا عال لطموحاتي، رغم عمقها، انا الآن في قناة الجنوبية... سعيدة بهذه التجربة، وأصبحت لي عائلة جديدة تحترمني وتقدرني وتعترف بكفاءتي... وما أحلى هذه التجربة معهم!
* كلمة الختام
- اشكرك سليم على هذا الحوار الصريح والرائع وأشكر مجلة توانسة على هذه الدعوة اللطيفة، وأن شاءالله سنة ميلادية جديدة مليئة بالخير والبركة على كل التونسيين وان شاء الله نصرا مبينا لإخواننا في فلسطين، وكيما نقولوا بالعامية التونسية "بين درج و درج ربي يجيب الفرج ...!"