نعمان العش نائب شعب عن حزب التيار الديموقراطي التقيته للحديث عن مبادرة رئيس الجمهورية و موقف التيار كحزب معارض من ذلك ...فكان هذا الحوار...
* السيد نعمان العش مساء النور ورمضان كريم
- أهلا سليم رمضان كريم لك و لكل التونسيات و التونسيين والأمة الإسلامية أعاده الله علينا جميعا بالخير و الصحة والثواب...
* السيد نعمان العش لديكم جلسة عامة حول قانون البنوك ماذا أعدت المعارضة لهذا الموعد الحاسم ؟
- طبعا المعارضة قامت بدورها في التنديد بهذا القانون شكلا و مضمونا و قاطعت الجلسة العامة اتناء المصادقة علي قانون البنوك و هو ما يمثل صفعة لنواب الائتلاف الحاكم كما قامت بالطعن فيه لدى الهيئة الوقتية لدستورية القوانين و كما قام نواب التيار الديمقراطي برفع قضية لدى المحكمة الادارية حول اجراأت عرض القانون على الجلسة العامة و هذا دور المعارضة الحقيقي في مراقبة عمل المجلس و عدم السماح لمن يتولى الحكم ان لا يزيغ بسلطته و غدا سيكون لنا موقف حسب التغييرات التي ستقوم بها الجلسة العامة على محتوى هذا القانون.
* كيف تقيم مؤتمر حركة النهضة هل تم الفصل فعلا بين السياسي والدعوي؟
- مؤتمر النهضة حدث هام في الواقع السياسي التونسي و لا يمكن ان نبني حياة سياسية بتعددية سياسية بلا احزاب ذات وزن قادرة على تقديم البدائل و لكن بالنسبة لحركة النهضة حزب ايديولوجي عقائدي يستمد خصوصيته من الاسلام السياسي و من معارك الهوية و بذلك لن تتمكن النهضة من الفصل بين السياسي و الدعوي لانها ستفقد نسبة كبيرة من انصارها . المشكل لدى النهضة في قواعدها الذين تربوا على فكر معين لم يستطع التاقلم مع متغيرات الواقع و هو ما تمكنت منه اغلب القيادات التي عاشت في المهجر و تمكنت من الدمج بين المحافظة و الانفتاح بحكم مباشرتها لتجارب سياسية غربية...
* الإئتلاف الحاكم لم يستطع تحقيق ما وعد به التونسيين في برامجه الإنتخابية و حكومة الصيد تعد أيامها الأخيرة ...أليس كذلك؟
- الائتلاف الحاكم ائتلاف هجين بنى كل منهم حملته على عدائه مع الاخر ثم نجدهم اليوم يتقاسمون نفس الفراش و من ثمة لم تكن لديهم رؤية موحدة حول اهم القضايا الخلافية و لا برامج تكتسي نفس الروح و كل منهم يفكر في مصالحه الحزبية بل و حتى الشخصية على حساب الدولة و المصلحة العامة و رئيس الحكومة سيكون كبش الفداء لفشل الاحزاب الحاكمة و جرعة من الامل الكاذب لمواطنين طال انتظارهم لحل مشاكل كالبطالة و التنمية و الاستثمار . نحن اليوم نكرس الفساد و ندعم اللوبيات و نعطيها امتيازات و لا نقوم باي اصلاح تقتضيه المرحلة و سيكون اداء اي حكومة قادمة بنفس المستوى اذا لم يستوعبوا الدرس بكل اسف...
* هل سيشارك التيار الديموقراطي في المشاورات المنتظرة حول حكومة الوحدة الوطنية ؟
- نحن لسنا ضد اي حوار وطني يرمي الى مصلحة البلاد و لكن لا يجب ان يكون الحوار مجرد الية لتعليق الفشل و الهروب الى الامام و عدم اخذ العبرة من السنوات الفارطة و قد اعتدنا الصمم من الائتلاف الحاكم و عدم احترام ما نطرح من اقتراحات و مبادرات و لكننا غير معنيين بالمشاركة في الحكم فلسنا طلاب مناصب و قد عبرنا من خلال لقاءأتنا مع رئيس الحكومة كلما دعينا عن تشخيصنا للاوضاع و اقترحنا عديد الافكار و من بينها استراتجية التيار في مقاومة الارهاب...
* هل سنحصر اهتمامات الحكومة في محاربة الإرهاب فقط دون النظر في المسائل الجوهرية التي ثار من اجلها التونسيون وهي التشغيل و التنمية؟
- كنت قد اشرت إلى هذه المسائل المهمة في اجاباتي السابقة و قد طرحت مقاربة التيار في مقاومة الارهاب كمثال فقط . و تبقى الاهتمام بخلق الثروة و احداث التنمية و القيام بالاصلاحات الضرورية في مجال التعليم و الصحة و النقل العمومي و غيرها من اوكد المسائل التي يجب العمل عليها . كما اؤكد على احترام القانون و عدم المس بالحقوق و الحريات و اعطاء الثقافة المكانة التي تليق بها و مقاومة التسيب في الادارات و الحرب ضد الفساد و الرشوة و المحسوبية...
* حكومة الصيد رفعت أيضا هذه الشعارات في السابق وقامت بتأكيدها بعد احداث جانفي 2016....فماهي الجدوى من تكرار الشعارات دون تطبيقها؟
- نحن لا نرفع شعارات و لكن نشخص الواقع و نقترح الحلول و يجب ان تكون لمن يحكم الارادة الصادقة في الانجاز و العبرة بالنتائج التي لم يلمسها التونسي مهما كان موقعه . لا يمكن لمجموعة ممولة و مدعومة من لوبيات و عصابات ان ترفع شعارات الاصلاح و هي صادقة ...فاقد الشيء لا يعطيه و الائتلاف الحاكم ممول و مدعوم من عصابات و لوبيات تسعى للمكافئة و لاسترجاع ما قدموه اثناء الحملات الانتخابية و اكبر دليل على ذلك قانون المصالحة مع المفسدين الذي طرحه رئيس الجمهورية و لايزال يصر عليه و الامتيازات التي تحصل عليها بعض المتنفذين في الوزارات...
* كلمة الختام
- اختم ببعض الامنيات: أتمنى لكل الشعب التونسي الخير الوفير و ان يكون يقظا لما يجري من حوله و ان لا ييأس من مسار الانتقال الديمقراطي حتى يتحصل على مبتغاه بشكل سلمي و حضاري ...
رسالة الى شباب تونس بالخصوص ان يواصل المشوار و ان يقرر مصيره و ان يكون فاعلا داخلا الاحزاب و المجتمع المدني و ان يتخلى عن السلبية و ان يكون جزأ من الحل و ان ياخذ بزمام الامور ..