تدارس مجلس الأمن القومي التونسي الذي انعقد أمس الأربعاء 15 مارس، بقصر قرطاج تحت إشراف رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، ملف إجراءات التتبع في جرائم استهلاك المخدرات، حيث تمت المصادقة على مقترحين إثنين، يتعلق الأول بمراجعة مقاييس العفو الخاص، والثاني بمشروع تنقيح القانون عدد 52 لسنة 1992 تنقيحا جزئيا ودقيقا وعرضه بصفة إستعجالية على البرلمان.
وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية أنه تم بالنسبة للمقترح الأول، و "بصورة حينية ومستعجلة، مراجعة مقاييس العفو، فيما يتعلق بالمبتدئين في جرائم إستهلاك المخدرات في إتجاه حذف شرط قضاء شهر من مدة العقوبة، والإنطلاق في تطبيق هذه المراجعة بداية من المناسبة المقبلة المتعلقة بعيد الإستقلال 20 مارس".
وأضافت رئاسة الجمهورية التونسية أن الإجراء انف الذكر يكون متبوعا بإجراء اخر يتمثل في دورية إجتماعات لجنة العفو كل شهر دون إنتظار المناسبات الكبرى التي ضبطت سنويا بأربعة مناسبات.
أما بخصوص المقترح الثاني، فأفاد البيان أنه "تزامنا مع الإجراء السابق الذكر، يتم عرض مشروع تنقيح جزئي واستثنائي للقانون عدد 52 (في انتظار استكمال مناقشة المراجعة الشاملة للقانون والمصادقة عليها من قبل البرلمان) يقدم بصورة إستعجالية واستثنائية ويتمثل في فتح المجال لتطبيق الفصل 53 من المجلة الجزائية على الحالات المنصوص عليها بالفصل 4 من نفس القانون (مسك واستهلاك مادة مخدرة)، وباقي الجرائم المنصوص عليها بباقي فصول القانون المذكور".
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قد دعا منذ فترة إلى عدم مقاضاة مستهلكي القنب الهندي المعروف محليا باسم "الزطلة"، وهي دعوة تباينت المواقف بشأنها بين مؤيد ومعارض.
وتتجه تونس نحو تحرير إستهلاك مادة "الزطلة" بالنسبة للمتعاطين لأول مرة، وذلك بالتخلي عن العقوبة الزجرية وإقرار العقوبة البديلة التي ترتكز على الإصلاح والإحاطة النفسية بمستهلكي القنب الهندي بهدف التخفيف من نسبة الإكتظاظ بالسجون التي يبلغ عدد القابعين بها حوالي الـ 23 ألف سجين، معظمهم من سجناء الحق العام.
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن عدد سجناء إستهلاك القنب الهندي في تونس يقدر بحوالي 54 بالمائة، أغلبهم من الشباب المنتمي إلى الوسط المدرسي.
وأقر قانون المخدرات الجديد في تونس تفعيل العقوبة البديلة القائمة على الإحاطة النفسية والإجتماعية والقيام بنشاط للمصلحة العامة في حالة الإستهلاك لأول مرة، وخطايا مالية للعائدين، والسجن بالنسبة للمروجين.