حذّر خبراء روس وأجانب من أن يسفر النظام الميسر للحصول على التأشيرة الروسية لدخول البلاد خلال بطولة كأس العالم، المقررة الصيف القادم، عن إغراق البلاد ببائعات الهوى الآتيات من إفريقيا، وإطلاق يد القراصنة في عمليات الإتجار بالبشر.
وقال متطوعو حركة البدائل الدولية، التي تشارك في تحرير الناس من الرق: “إن روسيا يمكن أن تواجه تدفقًا غير مسبوق لعبيد الجنس الآتين من البلدان الأفريقية”.
ويوضح الخبراء أنه قبل وخلال إقامة مباريات كأس العالم في روسيا، ستسري قواعد مبسطة للحصول على الفيزا (تأشيرة الدخول) الروسية، بحيث يعطى الحق في دخول البلاد لكل من يحمل تذكرة لمباراة كرة القدم، وهذا سيشكل فرصة لكل العاملين في مجال الإتجار بالبشر، لإدخال آلاف المومسات وعبدات الجنس لا سيما من الدول الإفريقية.
وقالت يوليا سيلويانوفا، المتحدثة باسم منظمة البدائل: “نحن نتعامل مع عمليات إجرامية منظمة، حيث يعمل تجار المخدرات ومهربو البشر معًا وإن الاتجار بالبشر هو عمل أكثر أمانًا من الاتجار بالمخدرات، لأنه من الصعب إثبات إدانته هنا”.
وفي الوقت نفسه، وكما تشير شبكة “أر تي” التلفزيونية الروسية الحكومية، فإن مخاوف منظمة البدائل لا يمكن اعتبارها بلا أساس، إذ إنه خلال دورة الألعاب الأولمبية في مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود عام 2014، من بين 50 دعوة أرسلت إلى المنتخب الوطني النيجيري، وقعت حوالي 30 منها في أيدي المتاجرين بالبشر الذين أحضروا مومسات إلى الأولمبياد بدلًا عن رياضيين منافسين.
وقالت الشبكة التلفزيونية الروسية: “إن كأس العالم لكرة القدم 2018 يمكن أن يثير تدفقًا هائلًا من المشتغلات بالجنس من أفريقيا إلى روسيا”.
وأوضحت “آر تي” أن “مخطط المرور إلى روسيا حتى قبل المونديال بسيط جدًا؛ إذ يتم جلب الفتيات أساسًا من نيجيريا إلى روسيا بتأشيرات طلابية وتكلف هذه الوثائق حوالي 2000 دولار، ويقوم المتاجرون بالبشر بتجهيزها في الجامعات الروسية وبعض الفتيات يعرفن ما سيتعين عليهن القيام به، والبعض الآخر يقعن في الغش، ووعود الدراسة والعمل الجيد”.
ووفقًا لإحصاءات منظمة البدائل، تحتل جامعة كورسك الجنوبية الغربية حوالي 15% من حركة المرور ما يشكل المركز الأول في إصدار هذه التأشيرات للطلاب الأفارقة من الجامعات الروسية، كما أن المؤسسات التعليمية في موسكو، تصدر حوالي 5 آلاف تأشيرة طالب لمواطني نيجيريا سنويًا.
وعندما تصبح الفتاة الإفريقية في روسيا يتم حرمانها من وثائقها ومن المال، ويمكن أن يستخدم العنف معها في حال رفضت العمل كمومس، ويجب على المواطنة، المحرومة من أي نوع من أنواع الدعم والمساعدة، أن توافق على شروط الملاك الجدد وأن تعمل كعاهرة حتى تسدد المبلغ المطلوب.
وتساوي تكلفة ساعة من الترفيه مع فتاة سوداء في المتوسط 5 آلاف روبل في روسيا (100 دولار)، ومع ذلك، فهي لا تحصل سوى على جزء ضئيل جدًا من هذا المبلغ الذي يذهب لتسديد دين إحضارها، في حين أن الفتاة نفسها لا تحصل على أي شيء منه.
ومع أن روسيا معروفة كبلد مصدر للمومسات وبائعات الهوى، ألا أنه من الصعب استعباد هؤلاء في بلادهن، كما أن أجورهن في السوق المحلي تبلغ أضعافًا مضاعفة عن تلك التي تتقاضاها زميلاتهن الآتيات من القارة السمراء.