اختر لغتك

'الترفاس' يزيّن اطباق التونسيين وينعش التجارة الراكدة

'الترفاس' يزيّن اطباق التونسيين وينعش التجارة الراكدة

فطريات تنعش الاسواق في الجنوب التونسي كما يتم تصديرها إلى أوروبا ودول الخليج لمنافعها الصحية العديدة وتعويضها اللحوم اثناء الطبخ.

 

تونس- لا حديث في محافظتي مدنين وتطاوين جنوبي تونس، هذه الأيام، إلاّ عن أثمان "الترفاس" أو الكمأ الذي تحوّل إلى مصدر رزق لمئات الأسر التونسية، وإلى أطباق تزيّن موائدهم، وذلك مع بدء موسم نضوجه.

ويُعرِّفُ الباحثون في "معهد الأراضي القاحلة" بمدنين (حكومي)، "الترفاس" بأنّه "بمثابة ثمار لبعض الفطريات المنتمية إلى العائلة الترفاسية، وينمو في شكل درنات تحت الأرض تبرز كليا أو جزئيا فوق سطح التربة.

 

الترفاس.. فطريات تحت الأرض

منذ أكثر من شهر ونصف، يقصد مئات التونسيين الصحراء الواقعة على الحدود مع ليبيا، بحثا عن "الترفاس" الذي بات موجودا بكثرة بالمنطقة مؤخرا.

وكغيره من التونسيين بمدينة بنقردان التابعة لمدنين، لم يفوّت الشاب محمد السابق (37 عاما)، على نفسه فرصة جمع هذا الفطر في منطقة "التْويْ" على الحدود الليبية.

وقال محمد إن "جمع الترفاس يعتبر، منذ القدم، بمثابة التقاليد التي نحافظ عليها في مدينة بنقردان، غير أننا لم نشهد وفرة في نمو هذه الفطريات بهذا الشكل منذ 1996".

وأضاف أنّ "الترفاس يوجد في أغلب مناطق مدينة بنقردان، ولكنه يتواجد بشكل أكبر على الحدود مع ليبيا، مستفيدا من الطبيعة الجغرافية التي تساعده على النمو."

ولفت محمد إلى أنه "لا يمكن رؤية الترفاس على سطح الأرض، ولكن يمكن تحديد مكانه".

وعادة ما يوجد "الترفاس" قرب نبتة يصطلح على تسميتها بـ "عروق الترفاس"، وهي صفراء اللون وتبرز إلى جانبها شقوق صغيرة على سطح الأرض، وبنبشها، يتم العثور عليه.

ولـ "الترفاس" أنواع مختلفة باختلاف اللون والحجم، ويوجد نوعان رئيسيان ينبتان في منطقة الجنوب التونسي، ويعرفان في هذه المناطق باسم "الترفاس الأحمر" و"الأبيض".

 

تجارة مزدهرة

ارتفعت أسعار هذا النوع من الفطريات بشكل لافت هذا العام، حيث بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد منه نحو 120 دينار تونسي (ما يعادل نحو 57 دولار) ببترفاس الأبيض، فيما لم يتجاوز الكيلوغرام الواحد من "الترفاس الأحمر"، الـ 60 دينارا (25 دولار).

وبسبب وفرة المنتوج تراجعت أثمانه، في الأيام القليلة الماضية، ليصل إلى نحو 10 دولارات للكيلغرام الواحد لـ "الترفاس الأحمر"، و13 دولار لـ"الترفاس الأبيض".

وتنتشر أسواق "الترفاس" في العديد من محافظات الجنوب الشرقي، وخاصة في مدينة بنقردان الحدودية مع ليبيا، ووسط محافظة تطاوين.

وخلقت هذه الأسواق حركية اقتصادية كبيرة في المنطقة التي تشكو من كساد تجاري منذ فترة، بحكم الأوضاع السائدة على الحدود مع ليبيا، وتداعياتها على التجارة بين البلدين.

محمد السابق عاد ليقول إن إيرادات معظم سكان بنقردان وتطاوين تتأتّى من التجارة مع ليبيا، لكن، وبفعل التضييقات المفروضة من قبل السلطات الليبية على التجار التونسيين، شهدت التجارة بالمنطقة حالة من الركود".

ووفق الشاب، فإن هذا الركود يفسّر توجه عدد كبير من الشباب إلى جمع الترفاس وبيعه، خصوصا وأنّ الكثير من التجار التونسيين والأجانب يقبلون على شراء هذه الفطريات وتصديرها إلى أوروبا ودول الخليج.

 

الترفاس يزيّن أطباق سكان الجنوب

مع انتشاره بكميات كبيرة، بات "الترفاس" الوجبة المفضلة لسكان الجنوب التونسي وزوّارهم، حيث يقبلون على استهلاكه مشويا أو مسلوقا، كما يمكن استخدامه بدل اللحم في تحضير العديد من الوجبات المحلية.

الباحث التونسي، محمد النفاتي، قال إنّ "للترفاس منافع صحية عدة، حيث يستعمل دواء لأمراض العيون، إضافة الى كونه يقوي مناعة الإنسان".

ويقوم باحثون تونسيين بمعهد المناطق القاحلة بمدنين بإجراء اختبارات علمية على الترفاس، للدفع نحو بعث مشاريع التحكم في هذه الفطريات، وإنتاجه في غير الفصول المعتادة.

 

مناخ ملائم

تعود وفرة "الترفاس" هذا العام إلى كميات الأمطار الغزيرة التي هطلت على مناطق الجنوب التونسي.

وبحسب الأرقام الرسمية لخلية الإرشاد الفلاحي بمدينة بنقردان (حكومية)، سجلت كميات الأمطار هذا الموسم، إلى حدود شهر يناير/كانون الثاني، نزول 330 مليمتر، مقابل 160 مليمتر بالفترة نفسها من العام الماضي.

واعتبر النفاتي أنّ "الترفاس ينتشر بشكل خاص في المناطق المتاخمة للصحراء بشمال إفريقيا وغرب آسيا وشبه الجزيرة العربية".

وفي تونس، "ينمو هذا الفطر في السنوات الممطرة، بالمناطق الجنوبية للبلاد، كما ينمو بأحراش الوسط وغابات الشمال الغربي، في علاقة تكاملية مع بعض النباتات الراقية، وتنضج ثمارة بداية من فبراير/شباط حتى نهاية أبريل/نيسان .

وأضاف النفاتي أنه "تبيّن أن التربة الخالية من الفسفور، وذات الحموضة الضعيفة، والتي تضمّ نسبة قليلة من المواد العضوية، هي الأنسب لنمو هذه الفطريات".

 

آخر الأخبار

أيام تحسيسية مشتركة لدعم انتقال المجامع التنموية النسائية إلى شركات أهلية

أيام تحسيسية مشتركة لدعم انتقال المجامع التنموية النسائية إلى شركات أهلية

حين يلتقي النقيضان: أطول امرأة في العالم وأقصرهن يتقاسمان لحظة لا تُنسى!

حين يلتقي النقيضان: أطول امرأة في العالم وأقصرهن يتقاسمان لحظة لا تُنسى!

السينما التونسية تتألق في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2024

السينما التونسية تتألق في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2024

المنتدى السادس والعشرين لحقائق: السياحة في  المتوسط محور جدل أهل المهنة في الحمامات 

المنتدى السادس والعشرين لحقائق: السياحة في  المتوسط محور جدل أهل المهنة في الحمامات 

نابولي: الأطفال بين السلاح والعنف.. أزمة تهدد جيلًا كاملًا

نابولي: الأطفال بين السلاح والعنف.. أزمة تهدد جيلًا كاملًا

Please publish modules in offcanvas position.