اهتم زوار ولاية صفاقس من الوفد الياباني بالمعالم التاريخية والثقافية بالجهة و تمكنوا من الولوج إلى ثقافة أخرى مختلفة "ويمكن الاستلهام من المطبخ الصفافسي القائم اساسا على منتجات البحر وغلاله وخاصة زيت الزيتون" وذلك ما أكد عليه توشيدا تادا رئيس الوفد الياباني المتكون من مهندسين فلاحيين واصحاب ضيعات فلاحية بيولوجية ومسؤولين من الاناث في عدة مؤسسات اقتصادية مختصة في الصناعات الغذائية وقد كان المعمار في المدينة العتيقة من آليات انجذاب هولاء الزوار ممن قدموا إلى عاصمة الجنوب بدعوة من هيئة جمعية تونس الزيتونة، والتي تسعى إلى التعريف بتراث الجهة الفلاحي والسياحي والثقافي، مع ربط حبال التواصل مع الآخر.
جولات بين ضيعات الزيتون
وان انطلقت الزيارة والتي دامت ستة ايام من فضاء قصر البلدية الشامخ وسط مدينة صفاقس فقد تجول اليابانبون بين فضاءات المدينة التاريخية والتقليدية واختار فوزي الزياني رئيس الجمعية جمعية تونس الزيتونة ان يقودهم خارج أسوار المدينة للإطلاع على المعيش اليومي للفلاحين وسط ضيعات الزيتون حيث عايشوا لمدة ايام طرق جني الزيتون بين التقليدي والعصري ولامسوا آليات الجمع والتنظيف و العصر والتهيئة النهائية قبل التعليب وفي التعليب للزيوت فنون استمتع بها اهل الفلاحة والسياحة في الارخبيل البعيد.
فنون الجني ومتعة "جمع الزيتون" قادت هذا الوفد إلى مدار التذوق في فضاءات متعددة منها فضاء دار بية حيث اكتشف رئيس لجنة التحكيم اليابانية للمسابقة الدولية في تذوق زيت الزيتون أصنافا من الزيوت مثل الشملالي والشتوي امتعته من حيث الحموضة والنكهة والطعم والمذاق المعطر وهذا ما شجعه على التواصل مع مصدري الزيت ممن التقاهم والوفد المرافق له للتحاور حول آليات تصدير زيت الزيتون التونسي المعلب وحسب فنون التعليب والتصميم الجديدة. وهذا ما توفقت خلاله عدة مجامع فلاحية وصناعية ومنها مجمع عبد العزيز المخلوفي.
بين الثقافة والسياحة والفلاحة
وقال فوزي الزياني رئيس جمعية تونس الزيتونة ان هذه الزيارة الثقافية والسياحية اقتصادية كذلك فمن خلال التعرف على معالم المدينة وطرق عيش الفلاحين يمكن استقطاب الزوار والسياح من هذا الارخبيل البعيد وعن طريق السياحة وثقافة الفلاحة يمكن أن نؤمن عودتهم، هذا مع تجسير الروابط الاقتصادية فاليابان سوق واعدة للمنتجات الفلاحية وخاصة زيت الزيتون المعلب وهم الذين يتعاملون إلى حد الأن مع إيطاليا وإسبانيا ويستهلكون اكثر من 70 الف طن من زيت الزيتون وهم بعد اقتنعوا بجودة منتوجنا فلابد من تظافر الجهود من أجل التسويق.
اليابانبون اكتشفوا داخل مطابخ العائلات التونسية في صفاقس فنون الطبخ باستعمال زيت الزيتون البيولوجي في مختلف الأطباق وتوقفوا عند ملائمته للمطبخ الياباني وحمل كل منهم قوارير زيت ظاهرها أنيق بحكم التعليب وباطنها نافع بحكم المادة الدسمة، وللتعليب فنون تفوق فيه اهل المهنة للقطع مع بيع زيت الزيتون السائل والذي تقتنيه بلدان أخرى وتسوقه بعد أن تعلبه باسمها.
المبادرة الثقافية والسياحية والاقتصادية من جمعية تونس الزيتونة تقتضي اقتناصها والأشتغال على توسيعها والاستفادة منها من قبل الهياكل الحكومية في السياحة وديوان الزيت ومركز النهوض بالصادرات.