كشف مرصد رقابة اليوم، الاثنين 4 ديسمبر 2023، عن استمرار أزمة النقص الفادح في مادة الخبز في تونس، ورغم استقرار كميات القمح اللين الموزعة خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2023، فإن الأزمة لا تزال قائمة.
وفي تقريره، أكد المرصد أن تراجع كميات القمح اللين الموزعة لم يتجاوز 0.7 في المائة، ما يعادل 6.7 ألف طن فقط، مقارنة بنفس الفترة من عام 2022. وعلى الرغم من ارتفاع الكميات الموزعة في السنتين السابقتين، يظهر تراجعًا ملحوظًا في معدل أسعار الحبوب الموردة خلال الفترة المشمولة بالتقرير، ما ساهم في تحقيق اقتصاد في النفقات.
وفي هذا السياق، أشار المرصد إلى أن الأزمة الحالية لا تعود إلى نقص في توفر القمح اللين أو ارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية، بل تعود أساسًا إلى التلاعب في مادة الفارينة، خاصة الفارينة المدعمة التي تمتلكها المخابز المصنفة بشكل حصري. وفي هذا السياق، أعرب المرصد عن استغرابه من عجز وزارة التجارة عن أداء دورها بشكل فعّال، مشيرًا إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى الاكتفاء بـ "الشو" الإعلامي دون اتخاذ إجراءات فعّالة أثناء تفاقم الأزمة.
وبناءً على زيارات ميدانية للمخابز في تونس الكبرى، تبيّن أن هناك تجاوزات كبيرة تتعلق بتوفر أنواع محددة من الخبز وتقديم المعلومات الضرورية للمستهلكين. يُشير المرصد إلى غياب شبه تام للرقابة على هياكل المخابز وتسجيل عدة تجاوزات، مما يبرز التقاعس في أداء الجهات المعنية.
وختم المرصد بالتأكيد على أن أزمة الخبز ليست محنة لا مفر منها، ويمكن تجاوزها من خلال التصدي بجدية للمشكلات المحددة، ودعا إلى الإرادة والموضوعية واتخاذ القرارات الجريئة لحل هذه الأزمة.