في تصريحات مثيرة للقلق، أكدت أستاذة الاقتصاد هالة بن حسين خلادي أن الرسوم الجمركية التي يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرضها على دول الاتحاد الأوروبي قد يكون لها تداعيات سلبية على الاقتصاد التونسي، خاصة في ما يتعلق بالصادرات التونسية إلى الأسواق الأوروبية.
مقالات ذات صلة:
الميزان التجاري الغذائي يحقق فائضًا تاريخيًا بفضل ارتفاع صادرات زيت الزيتون والتمور
ارتفاع عائدات صادرات التمور التونسية بنسبة 22.7% لتصل إلى 874 مليون دينار
ارتفاع عائدات صادرات المنتجات الفلاحية البيولوجية التونسية رغم تراجع الكميات المصدرة
وقالت بن حسين، في حديث لإذاعة "اكسبرس"، إن الطلب على المنتجات التونسية قد يشهد تقلصًا ملحوظًا في حال تم تطبيق هذه الرسوم. وأضافت أن الصادرات التونسية، التي تشكل حوالي 73.5% من حجم الصادرات باتجاه دول الاتحاد الأوروبي، ستكون عرضة لآثار سلبية إذا ما فرضت الولايات المتحدة رسوماً على صادرات الاتحاد الأوروبي بنسبة 10%.
وأوضحت بن حسين أن ترامب يعمد إلى استخدام الرسوم الجمركية كأداة ضغط في مفاوضاته مع عدد من الدول، مثل الهجرة غير النظامية وتجارة المخدرات، فضلاً عن توفير التمويل اللازم لتوسيع التخفيضات الضريبية التي تبناها خلال فترة رئاسته الأولى في 2017.
ومع ذلك، استبعدت أستاذة الاقتصاد أن يمضي ترامب قدماً في تطبيق هذه القرارات على أرض الواقع، مشيرة إلى آراء العديد من الخبراء الاقتصاديين الذين شككوا في قدرة هذه السياسات على الاستمرار. ومع ذلك، أكدت أن هناك تداعيات اقتصادية قد تكون أكثر إضرارًا بالمستهلكين الأمريكيين في المدى المتوسط، مشيرة إلى دراسة توقعت أن تفقد القدرة الشرائية للمستهلكين الأمريكيين ما بين 1500 و2000 دولار بسبب هذه السياسات.
كما لفتت بن حسين إلى أن الدول التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بـ الاقتصاد الأمريكي ستكون عرضة أيضًا لهذه التداعيات، مشيرة إلى أن الدول الأوروبية المتضررة من الرسوم الجمركية ستواجه تحديات إضافية على صعيد القدرة الشرائية للمستهلكين في هذه الأسواق.
في سياقٍ آخر، أعلن ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك، لكنه أرجأ تطبيق القرار بعد ردود فعل سلبية من المستثمرين. على الرغم من ذلك، أبدت كندا والمكسيك استعدادهما لزيادة جهود إنفاذ القانون على الحدود، وهو الأمر الذي يمثل أولوية قصوى لترامب في الفترة الراهنة.
وتبقى الأوضاع الاقتصادية على المستوى العالمي مهددة بمزيد من التقلبات إذا تم تطبيق هذه السياسات، وهو ما قد يؤدي إلى تأثيرات غير مسبوقة على الاقتصادات الناشئة، بما في ذلك الاقتصاد التونسي.