عندما تتحدث ممثلة أمريكية من الفئة الأولى، مثل باميلا آندرسون التي كانت في السابق إحدى ألمع عارضات مجلة “بلاي بوي”، عن الأباحية فإن صحيفة رصينة مثل “وول ستريت جورنال” لن تتردد بنشر ما تقوله.
آندرسون في حديثها هذه المرة عن الإباحية، استعانت بحاخام معروف اسمه “شمويلي بوتيش” ونشرت معه مقالا مشتركا في صحيفة الاقتصاد الأمريكي عن قضية انتوني واينر زوج المستشارة الأولى لهيلاري كلينتون، و مراسلاته التغازلية الإباحية مع إحدى السيدات. فضيحته تلك أفقدته زوجته ووظيفتين كان يشغلهما، إضافة إلى منصبه كعمدة المدينة الذي كان يطمح للوصول إليه.
وتحت عنوان “الإباحية ليست للخاسرين” كتبت باميلا والحاخام في الـ”جورنال” مقالاً أثار موجة من الجدل على صفحات الصحف الرئيسية، قالت فيه إن البورنو أو الإباحية ستدمر مستقبل الأجيال والإنسانية، واتخذت مثالا على ذلك فضيحة آنتوني واينر لتعزيز رأيهما. الردود الواسعة التي أثارها المقال كشفت عن جوانب ثقافية متحركة في المجتمع الأمريكي تستحق الرصد..
مجلة صالون
راشيل كرامير بوسيل مؤلفة كتاب “الكعك والجنس” عقبت في مجلة “صالون” بالقول إنها تفهم الأسباب التي دفعت باميلا آندرسون والحاخام لكتابة مثل هذا المقال الذي جرّم الإباحية بغلو شديد.
لكن راشيل استحضرت تجربتها الشخصية حيث قالت إنها غيرت فكرتها تماما بعد مشاهدتها قبل 20 عاما فيديو إباحيا أثناء موعد مع أحد الشبان، أثارتها أول مشاهد ولم تعد تعتبر نفسها منذ تلك اللحظة ضد الإبحاية وشبهتها بكيان عملاق من المستحيل تجاهله. كما لم تستطع التسليم والافتراض بأن هذه العروض هي حكر على الرجال، خصوصا أن هناك العديد من النساء الموهوبات خلف الكاميرا. غير أن هذا لم يمنع الناس من محاولة لرسم الإباحية كأنها الوحش، الذي يسبب في التدمير الكامل للحب والشهوة والعلاقات سعيدة. وما آندرسون وبوتيش سوى أحدث حلقة في سلسلة طويلة من الوعّاظ، الذين وضعوا افتراضات شاملة حول كيفية تأثير الاباحية على المشاهدين.
وأضافت راشيل، من وجهة نظر حاخام – مستشار، وعارضة سابقة في مجلة بلاي بوي، فانه مفهوم التحذير من تأثير الإباحية المدمر على روح الرجل وعلى قدرتة للقيام بواجباته كزوج ثم كأب. فالاباحية خطر عام جدي وغير مسبوق يوصل لنا بدون مقابل والمواد الإباحية مناحة وميسرة ومجهولة المصدر ويتم نشرها بسهولة فائقة في الوقت الحاضر. كم من العائلات ستعاني؟ وكم زواج سينهار؟ وكم من الرجال الموهوبين الذين سيضحون بأهم علاقاتهم وظيفتها من أجل فترة قصيرة من التشويق؟ وكم من الأطفال سيدفعون إلى الطريق المظلم في حياة البالغين الجنسية أجبروا عليها بسبب نزوات الآباء؟
راشيل لخصت الكلمات الخاصة بما قالته آندرسون والحاخام بأن: “الإباحية هي للخاسرين”. وهذا قريب مما يقال في الامثال: “نحب الخاطئ، نكره الخطيئة”.
في صحيفة الإندبندنت
مقال باميلا آندرسون حفزت سيندي جالوب مؤسسة موقع ” الجنس وليس الإباحية ” التي نشرت لها صحيفة الإندبندنت مقالا قالت فيه إن مشاهدة الجنس ممتعة خاصة أن المجتمع يرفض الاحتفال به في العلن، وبصراحة وبأي شكل من أشكال الثقافة. لذلك فإن أي تحول تاريخي لا يحب أن يخضع للرقابة والقمع والحظر والايقاف بل يجب أن يكون منفتحا. يفترض فتح قنوات الحوار حل الجنس ليس لكونه تجربة بشرية طبيعية فقط بل لأهميتة البالغة.
وأضافت في مقال الاندبندنت أن آندرسون وبوتيش يريدان أن الأشخاص يجب أن يكونوا مع الاباحية أو ضدها بدون الالتفات إلى العوامل الاخرى، التي تُكوّن التركيبة الجنسية. هما يريدان توبيخ الاباحية وممارسيها كما لو كان التوبيخ واللعن ووسمهم بالخاسرين سيحملهم على التوقف.
وتقول غالوب إن المسالة الأهم التي ناقشتها آندرسون في مقال وول ستريت جورنال، هي استخدام فضيحة انتوني واينر لتأكيد العداء للاباحية.
وتضيف أن المقال فشل في اخضاع واينر للمساءلة عندما لم يتمكنا من ادانة نوع كامل من اشرطة الفيديو، لم تقم الاباحية بارسال رسائل نصية بل الزوج هو من فعل ذلك. لو اختار واينر او اي رجل اخر (او امرأة) ان يغازل خارج اطار الزوجية بالقيام بارسال الرسائل الجنسية النصية او ان يكون على علاقة ،فانهم في هذه الحالة مسؤولون عن تصرفاتهم ومن غير المعقول القاء اللوم على عوامل اخرى. وانتهت جالوب بوصف اندرسون و الحاخام بوتيش بانهما فاشلين في تشخيص أزمة الرجال حيث يعتبرونهم مثل قطيع الاغنام الطائش، اعضائهم التناسلية تملي عليهم الافكار وينفذون كل ما تطلبه مهم نجمة البورنو.
وتتساءل إن كان هذا حقا ما نعتقد انه يمثل عقل الرجل؟ هل هو سطحي وغاية في الضعف وسهل الاغراء لدرجة عدم القدرة على اتخاذ قرارت رشيدة أثناء وقوع الجسم تحت الاثارة؟
وأنهت راشيل مقالها بالقول انها انها تأمل في عام 2016 أن يكون بالامكان إجراء نقاشات أكثر دقة حول الاباحية، وليس مثل ما فعلته باميلا آندرسون وهي تحاول سحب ثقافتنا الجنسية إلى الوراء.