من المشاكل المسكوت عنها في تونس العاصمة دون التطرق لها بشكل جذري في وسائل الإعلام هي عدم توفر المقابر الكافية لاحتوام جثامين المتوفين من التونسيين المسلمين.
يوم الثلاثاء كانت لي تجربة قاسية عند وفاة أحد أقربائي القاطن بحي الزهور، فبعدم التصريح بالوفاة واستخراج مضمون وفاة من الدائرة البلدية بالزلاج تحولت الى الدائرة البلدية "الحديقة" التي تعود بالنظر إلى بلدية باردو لاستخراج "إذن بالدفن" في مقبرة سيدي صالح شارع 2 مارس بباردو وكانت الإجابة أن أتحول إلى الدائرة البلدية المحاذية لـ"كتكوت" وهناك قالوا أن مقبرة سيدي صالح لا تعود لهم بالنظر وأنها مغلقة وعلينا الاتصال بالدائرة البلدية قصر سعيد أين صدمت بالإجابة التالية:
مقبرة سيدي صالح لا تقبل جنازات وأنها مغلقة بقرار من الوالي ولا يمكن دفن أي شخص فيها إلا إذا كان له أقربائه مدفون فيها منذ 8 سنوات على الأقل لفتح القبر.
ولما طلبت حلا: كانت الإجابة بكل برودة دم، ليس لي حل وعليك الاتصال بالكاتب العام للبلدية بباردو.
ذهبنا إلى بلدية باردو لمقابلة الكاتب الذي طبعا غير موجود أو لا يقابل المواطنين الذي من المفروض أنهم في خدمتهم فتم توجيهنا عبثا للمعتمدية المحاذية لمقابلة السيد المعتمد الذي لا يقبل أحدا سوى يوم الخميس فما كان لي من حل سوى الاحتفاظ بالجثة 3 أيام على ذمة تفرغ ساداتنا أو الاستماع إلى إحدى الموظفات التي اقترحت دفن قريبي في مقبرة حي التضامن الذي يعود بالنظر إداريا إلى ولاية أريانة والمقبرة أصلا مغلقة وتعاني نفس إشكال مقابر باردو أو كما اقترح قريبي أن يدفن والده بالبيت.
يوم قاس جدا مع الإدارة التونسية، ادارة تغلق ملفات ولا تقترح حلولا، اقترح على السيد وزير التنمية المحلية أن يصدر قرارا بحرق امواتنا حتى لا تتعب الادارة في ايجاد بدائل لمشاكلها، ما دمنا لا نرتاح في هذا البلد احياءا كنا او امواتا.