خطورة فيروس كورونا المستجد، والذي بات معروفا باسم COVID-19 لا يمكن مكافحتها وحسب، بإجراءات الوقاية أو الحجر الصحي في حال ثبوت الإصابة أو الشك بها، بل يجب الكشف عن كيفية انتقاله، ومصدره الأصلي، للحد من انتشاره، والتوصل إلى علاج ناجع منه، بحسب ما أوردته "الشرق الأوسط" اللندنية في عددها الصادر الجمعة في تقرير بعنوان "كوفيد- 19 لغز بيولوجي أم تحور فيروسي؟" نقلا من الدكتورة إلهام طلعت قطان، أستاذة الفيروسات، بجامعة طيبة السعودية.
لغز التكيّف
وبحسب التقرير السابق، فقد قارن الباحثون بين رموز بروتين يعتبر مفضلا بالنسبة لفيروس كورونا الجديد، برموز بروتين لكورونا موجود في حيوانات مختلفة، وكانت نتيجة المقارنة تشابها إلى حد كبير، بين رموز البروتين في COVID-19، وتلك الموجودة في الثعابين، مشيراً إلى احتمالية أن يكون الفيروس قد انتقل من المضيف الأصلي، الثعابين والخفافيش، إلى البشر، إلا أن تكيّفه مع كل من المضيفين للعوائل الوسطية الأولية من ذوات الدم البارد، والدافئ، لا يزال لغزاً. كما ورد من المصدر المشار إليه الذي عدّد أكثر من لغز مرتبط بالفيروس الجيد.
الحالة السريرية
ومقارنة بفيروسات أخرى، مثل "سارس_كورونا" فإن الحالة السريرية بما يتعلق بـ COVID-19 ما زالت غير مفهومة، وهذا أيضاً يظل لغزاً، خاصة وأن الإصابات المبلغ عنها تتراوح بين خفيفة إلى شديدة انتهى بعض منها بالوفاة.
الاكتفاء الذاتي
ومن الوجوه التي تمنح الفيروس المستجد، طابعاً أكثر خطورة، هو أنه ليس من الفيروسات التي من الممكن أن تختفي وحدها ومن تلقاء نفسها، داخل العائل الحامل لها، بسبب ما يتمتع به من "اكتفاء ذاتي" بحسب "الشرق الأوسط" التي أشارت في تقريرها إلى أن هذا، أحد ألغاز الفيروس، وأن غلق المدن التي ظهر بها، كما فعلت الصين ودول أخرى، وحده الكفيل بالحد من انتشاره، حتى الآن، نظراً لانعدام إمكانية اختفائه ذاتياً، داخل العائل.
بدون عوارض
ويهتم العلماء بالآلية التي تنتقل بها العدوى، باعتبارها جزءا جوهريا من آلية مكافحة الفيروس المستجد، إلا أنه فرض لغزاً جديداً على هويته، عندما تنتقل العدوى من أشخاص لا تظهر عليهم أعراض الإصابة به، خاصة وأن فترة حضانته يمكن أن تصل إلى 14 يوماً، مقارنة مع فيروسي "سارس" و"إيبولا" اللذين لا تنتقل العدوى بهما إلا بعد ظهور أعراض الإصابة، الأمر الذي يمكن من اتخاذ كافة التدابير لمنع انتشارهما ومكافحتهما، في حين أن COVID-19 لا يتمتع بمثل تلك الخاصية، والأشخاص المصابون به يمكن أن ينقلوا العدوى إلى غيرهم، قبل أن تظهر عليهم أي عوارض، وهذا مما يمكن أن يؤدي إلى انتشاره بشكل واسع وغير متوقع.
حقيقة عدد المصابين
خاصية عدم ظهور الأعراض على المصابين مما يزيد في إمكانية نشر العدوى، والتي اعتبرتها "الشرق الأوسط" لغزاً، تحيل إلى لغز آخر، بالضرورة، هو الخامس، وهو حقيقة عدد المصابين بالفيروس حول العالم، دون ظهور أعراض عليهم؟ وهل كانت هناك حالات إصابة ولم تظهر أعراض عليها، واكتسبت مناعة عبر تكوين مضادات لها؟ بحسب تساؤل المصدر السابق الذي ذكر مختلف الاحتمالات رداً على هذا التساؤل، كتغيرات الطقس والمناخ، وطبيعة الفئات العمرية التي أصيبت به، وغيرها، دون أن يرجح أيا منها.
سرعة الانتشار
فترة حضانة طويلة للفيروس المستجد، مصحوبة بعدم وجود أعراض، مضافا إليها عدم معرفة عدد المصابين الفعليين الذين يمكن لهم نقل العدوى إلى غيرهم لعدم وجود عوارض عليهم، يقود إلى آخر لغز، هو سرعة الانتشار.
اللغز السابع
يؤكد المصدر السابق، أنه لا توجد معلومات كافية عن معدل نمو وانتشار الفيروس، على الرغم من جميع الاحتياطات والإجراءات الوقائية التي كان بعضها ناجعاً في الحد منه. إلا أن الخبراء يرون أن عدد المصابين الفعليين، قد يتجاوز وإلى حد بعيد، الأعداد التي تم الإبلاغ عنها رسميا، من خلال الدول والمنظمات، خاصة وأن الفيروس المستجد قد تسبب بمجموعة من الأمراض الصدرية البسيطة أو الخطرة، إلى حد يتجاوز الأعداد التي تم الإعلان عنها. ليبقى السؤال عن كورونا، كما ورد في التقرير المشار إليه والذي عدّ ظهور الفيروس في الصين لغزاً هو الآخر: ماذا بعد للتغلب عليه وعلى انتشاره، وبين طياته ألغاز وفجوات علمية، ليس لها تفسير؟