مخاوف التونسيين تتزايد من عودة قوية للإصابات بالفايروس بعد فترة من "الهدنة" وانفراج مؤقت للأزمة التي رمت بظلالها على مختلف الأصعدة في البلاد.
النجاح المؤقت في احتواء الوباء، حيث تم تسجيل 346 حالة إصابة مستوردة و66 إصابة محلية منذ فتح الحدود يوم 27 جوان الماضي.
ويطرح تضاعف عدد الإصابات مسألة مدى استعداد السلطات وعلى رأسها الحكومة لكبح جماح موجة ثانية من الوباء، فضلا عن مخططات هياكل الدولة للخروج من الأزمة بأخف الأضرار.
وأكدت نصاف بن علية رئيسة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة خلال ندوة صحافية أن الحالات المحلية موزعة بمناطق مجمعة وهي سوسة والقيروان ومطار تونس قرطاج. وحملت مسؤولية ارتفاع عدد الإصابات إلى المسافرين القادمين من الخارج الذين لم يلتزموا بالبروتوكولات الصحية.
وأضافت بن علية أن فايروس كورونا قد يتواصل لمدة أشهر أو سنين وما على التونسيين إلا أن يتعايشوا معه، وأن هذا الفايروس ليس مؤقتا وليس موسميا بدليل أنه واصل انتشاره في أكثر من فصل.
وتزداد مخاوف التونسيين من عودة قوية للإصابات بالفايروس بعد فترة من “الهدنة” وصلت إلى حد تسجيل صفر إصابة، وانفراج مؤقت للأزمة التي رمت بظلالها على مختلف الأصعدة في البلاد.
وأكد النائب السّابق بالبرلمان والمستشار لدى منظمة الصحة العالمية بتونس الدكتور سهيل العلويني أن “عودة الوباء كانت بسبب إجراءات فتح الحدود وطريقة التصنيف الخاطئة للبلدان التي تنتشر فيها الجائحة”، معتبرا أن “تصنيف اللون الأخضر فيه نوع من التساهل في التزام الحذر”.
ودعا العلويني إلى ضرورة التوقي الجيد بسيكولوجيا ونفسيا في طريقة التأقلم مع المرض مع إجبارية ارتداء الكمامات والحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي بين المواطنين خصوصا في الأماكن المكتظة.
والثلاثاء، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال إلياس الفخفاخ تفعيل قاعة العمليات الخاصة بالهيئة الوطنية لمجابهة كورونا واتخاذ إجراءات التوقي والمتابعة الضرورية.
ودعا الفخفاخ إلى زيادة عدد التحاليل لموظفي مطار تونس قرطاج الدولي، خاصة العاملين في الصف الأول لاستقبال الوافدين من السياح والتونسيين العائدين من الخارج.
وحملت أحزاب سياسية حكومة تصريف الأعمال مسؤولية انتشار الوباء، وخاصة في مطار قرطاج، ودعا العاملون في المطار إلى إغلاقه لفترة مؤقتة.
واعتبر الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري لطفي المرايحي أن “المنظومة الصحية الحالية ليس لها ما تضيف، وتونس أضحت بلدا منكوبا اقتصاديا واجتماعيا.. وطرق معالجة الوباء بينت محدودية الأطراف المعنية بمواجهته”.
وأضاف المرايحي، “كيفية إدارة الأزمة أثبتت فشل من يتقلدون مناصب الحكم اليوم”، واصفا منظومة الصحة التونسية بـ ’’التعيسة‘‘.
خالد هدوي
صحافي تونسي